الدار البيضاء

مصحة خاصة بالبيضاء ترفض استقبال الدكتور “محمد طلال”

وتقضي بحكم مسبق في حقه دون فحص طبي

محمد العزري

حتى نقطع الشك باليقين و نجزم قطعا بأننا قطعنا أشواطا مهمة على مستوى الخدمات الصحية المقدمة ببلادنا سواء بالقطاع العام أو الخاص، إلا أن الحقيقة شيء آخر، فنعود لنقرأ “الفاتحة” ترحما على واقع مرير لقطاع يلزمه الشيء الكثير، ليس فيما يخص كفاءة أطرنا الصحية، و لكن في تعامل بعض المؤسسات الصحية التي حولها بعض “المستثمرين” إلى قطاع متجرد من “الإنسانية” .

مناسبة الحديث، ما وقع ليلة أمس بأحد المصحات الخاصة المتواجدة بشارع “غاندي ” بالدارالبيضاء”، والتي تنصل القائمون عليها من مسؤوليتهم و التزاماتهم التعاقدية كمؤسسة صحية اتجاه المرضى، حين رفضت استقبال الدكتور محمد طلال(مدير المعهد العالي للصحافة و الاتصال بالبيضاء) بعدما قضت في حكم طبي مسبق دون تشخيص او فحص حتى، بكونه مصابا بفيروس كورونا لتتركه أمام بوابتها الخارجية على كرسي متحرك و الألم يعتصر قلبه لنحو لساعات من الزمن في صراع مع ذاته للحصول على ذرات أوكسجين لإنعاش جسمه العليل، وذلك بعد وعكة صحية ألمت به وتطلبت نقله على وجه السرعة نحو المصحة المذكورة بإحالة من طبيب “متنقل” بعد زيارته بمنزله.

مشاهد المعاناة هاته التي تختزل بين لحظاتها واقعا مرا لقطاع لا يزال داخل غرفة الإنعاش في حاجة لمن يشخص علّته، يحكي عنها “أحمد طلال” ابن الدكتور “احمد طلال” الذي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه أمام مسؤولية طاقم طبي بالمؤسسة الصحي المشار إليها سالفا، ويقول “أحمد” في تصريح إعلامي لبعض المنابر التي هبت لمساندة الأب الروحي الذي تتلمذ على يده عدد من الصحفيين و الاعلاميين المغاربة بمختلف ربوع الوطن(يقول)” بعد اتصالنا بأحد التطبيقات الذكي المخصصة لتقديم الخدمات الطبية بالمنازل، حل أحد الأطباء بمنزل الأسرة وطبعا بعد الكشف تبين أن الوالد في حاجة إلى نقله على وجه السرعة صوب أحد المستشفيات ليحيلنا على مصلحة بعينها تتواجد كما أشرنا سابقا بشارع “غاندي” ليحدث فيما بعد ما حدث”.

وأضاف “أحمد” أن والده الدكتور “محمد طلال” يعاني من مرض يسمى “باركينسون” عادة ما يسبب نقصا في الأوكسيجين وعدم وصوله بطريقة سلسة إلى الدماغ، لكن للأسف وبدون أدنى فحوصات تم تشخيص الرجل أنه يعاني من مرض كورونا، بل وتُرِك لحال سبيله بمعية أسرته لمدة طويلة أمام باب المصحة، رغم طرق عدد من أبواب بعض الجهات المسؤولة عن القطاع الصحي بالمدينة، قبل أن يمنح للرجل الضوء الأخضر لولوج المصحة وتحت ضمانات مالية مهمة”.

أمام هذا الوضع الشاذ الذي يعري واقعا مريرا يكتنف عددا من المؤسسات الصحية دون نكران بعض المجهودات التي تبقى في ظل ما نعيشه من مشاهد يومية لحالات مرضية لم تنل نصيبها من التطبيب وفق ما يجب، حالة اسثتناء وجب معها تشخيص الوضع و إيجاد الحلول اللازمة قبل فوات الأوان.

حري بالذكر، الاشارة إلى أن الدكتور محمد طلال مدير المعهد العالي للصحافة والاتصال بالبيضاء والمدير السابق للمعهد العالي للصحافة والإعلام بالرباط يعاني منذ فترة من مرض “باركينسون” ما جعله يفقد القدرة على المشي وعلى الكلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى