سوق «ملوية» للقرب…أشهر مثال على هدر المال العام و السياسة التدبيرية ” العرجاء” بعمالة الحي الحسني
محمد العزري
قبل 4 سنوات من الآن (سنة 2016) ، بمنطقة الألفة بتراب عمالة مقاطعة الحي الحسني بالداراابيضاء، كان عدد من التجار المستفيدين من سوق أُدرج ” عنوة” ضمن ما يطلق عليه أسواق القرب ولو أنه لا تربطه بهذا النوع من الفضاءات غير الإسم، قد نبهوا إلى أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها سلطات الحي الحسني بمعية المجلس المنتخب لا تعني سوى ” وضع العكر فوق الخنونة”، في ظل غياب أبرز مقومات سوق القرب من تجهيزات أساسية و بنى تحتية، ليتأكد اليوم، وبعد مرور هذه المدة أن تنبيههم لم يكن صيحة في واد، بل الحقيقة المرة.
اليوم، لم يعد المنظر العام لهذا الفضاء يوحي بأن الأمر يتعلق بسوق للقرب صرفت عليه الملايين من جيوب دافعي الضرائب، بقدر ما يجسد لأبرز معالم العشوائية التي جاء المشروع ( حد زعم المسؤولين) لمحاربتها، دون الحديث عن موقعه الذي أبدع مهندسه في إخراجه “عنوة” من مساحة هي في الأصل ممرا/ رصيفا للراجلين بمحاداة إحدى أشهر المدارس الابتدائية بمنطقة الألفة ” الشهيد العربي البناي”.
الغريب في الأمر، أن هذا السوق كانت قد لاحت أولى تباشير فشله عند إعطاء انطلاقته، حينما احتج العشرات من الباعة المتجولين المستفيدين من باعة الخضر و الفواكه و السمك _قبل أن يتحول إلى فضاء لمختلف القطاعات_ ضد ارتفاع سعر العربات التي خصصتها سلطات عمالة الحي الحسني بالدار البيضاء حينها، مطالبين بإعادة النظر في كلفة تصنيع هذه العربات والأسعار التي سلمت بها إلى أصحابها واستفادوا منها بمساعدة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي غطت أزيد من 75 في المائة من قيمتها الحقيقية التي بلغت 11 ألف درهم بالنسبة للعربات المخصصة لباعة الخضر و الفواكه، و 15 ألف درهم بالنسبة لتلك المخصصة لباعة السمك.
هذا، ولم يقف الباعة عند هذا الحد، بل نبّهوا لكون الفضاء المعد لتجارة القرب والذي كان حينها مرشحا أن يحتوي 67 عربة، يفتقر لأدنى التجهيزات الأساسية من ماء وكهرباء وصرف صحي، مقارنة بباقي أسواق القرب التي جرى تشييدها بعدد من عمالات مقاطعات المدينة كما هو الحال مع عمالة مقاطعة سيدي البرنوصي، إلا أن الواقع للأسف يتحدث عن عشوائية أكثر قتامة من تلك التي كانت تعيشها المنطقة في ظل استفحال الباعة الجائلين بجواره وتحوله إلى ما يشبه محطة لمبيت عربات هؤلاء الباعة، وإلا ما الغاية من تبدير المال العام بمشروع لم يحقق أدنى أهدافه المتوخاة..؟