
عبد العالي طاشة
مدينة سطات او كما يحلو لساكنتها تسميتها بعاصمة الشاوية، المدينة التي قيل عنها أنها “طفلة” إدريس التي ازدادت وفي فمها ملعقة من ذهب، لا تعدو أن تكون في واقع الحال سوى مساحة أرضية تعيش وضعا أقرب منه الى المزري، سمتها البداوة الواضحة، على الرغم من كونها واحدة من أكبر المراكز الحضرية التابعة لجهة الدار البيضاء سطات.
جولة صغيرة داخل المدينة، تجعلك تكتشف بالملموس كيف صارت هذه المدينة اشبه ما يكون بقرية، حيث مظاهر البداوة والعشوائية تسللت إليها وأقامت فيها جنبا إلى جنب مع مظاهر التمدن والحداثة، حظائر البغال والحمير هنا وهناك، العربات المجرور بالذواب باتت تستعمل كوسائل نقل، قطعان الماعز والغنم تتجول في كل مكان، تارة ترعى من عشب المتنفسات والساحات العمومية وتارة اخرى من أكوام النفايات، حيوانات سائبة تتسكع في الشوارع، في مشهد قاتم يشوه المنظر العام “للمسكينة”
على مستوى شارع سيدي عبدالكريم المعروف اختصارا ب”دالاس” احد اكبر الاحياء الشعبية كثافة سكانية، و على جنبات مقبرة الحي، يتواجد مربط للحمير والبغال، يتسبب في أضرار كبير للمواطنين ويقض مضجعهم بالليل والنهار، بل و يجعلهم بمعية أطفالهم عرضة للسعات الحشرات المضرة، والروائح الكريهة الناجمة عن فضلات الحمير والبغال.
غير بعيد من “دالاس” أمام السوق النموذجي بذات الحي، نبتت محلات عشوائية وبشكل مفاجئ كالفطر على جنبات مقبرة “مولاي احمد” حيث استولى بعض الأشخاص على الأرصفة وحولوها إلى براريك قصديرية شوهت منظر المدينة و جعلت منها قرية عشوائية بامتياز، الامر ذاته أمام باب المؤسسة التعليمية “العروصية”، حيث الفوضى سيدة الموقف.
سوق “السعادة” الذي سوق له الاعلام السطاتي على أنه سيقدّم خدمات عديدة، سرعان ما أسدل ستائره، إذ حوالي نصف عدد محلاته تقريبا أغلقت بعد أن حلت لعنة الإفلاس بسبب قلة زواره إن لم نقل انعدامهم، وهو ما أدى إلى رحيل أغلب أرباب المحلات باستثناء عدد قليل ممن لازالوا يعلقون الأمل على أن ينتعش السوق من جديد.
الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، فعلى مستوى تقاطع شارع مولاي يعقوب وشارع باماكو وشارع محمد بن سميحة بحي ميمونة احد اكبر احياء سطات من حيث الساكنة، وكل من زنقة مولاي سليمان الفاصلة بين حي بام وانزالت مانيا، و ازقة حي قطع الشيخ وازقة حي البطوار وحي السماعلة، تعيش الساكنة على اعصابها نتيجة انتشار الحمير والبغال وأكوام الأزبال المثناترة بكل مكان مما سبق ذكره، بما فيها جنبات المساجد التي لم تسلم هي الأخرى من مظاهر العشوائية الناجمة عن استيطان الباعة المتجولون الذين عمدوا إلى عرض بضائعهم على الأرض.
انتشار المرابط الخاصة بالحمير والبغال التي يستعملها أصحاب العربات المجرورة، وما يخلف من نقط سوداء تتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، وتزايد عدد “السويقات” العشوائية بمختلف أحياء المدينة، دفع بعدد من المواطنات و المواطنين بالمدينة إلى “نشر” استيائهم وتذمرهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، متسائلين عن سبب عدم تدخل جماعة سطات برئاسة حزب العدالة والتنمية و نظيرتها السلطات المحلية لوضع حد لهاته الطامة، وإنقاذهم من الأضرار الناجمة عنها.
تلكم اذن هي مدينة سطات، مشكلتها تكمن في عدم غيرة أبنائها و مسؤوليها عليها، مشكلتها هي الحگرة التي يحس بها أبناؤها الذين يخجلون من الإفصاح عن انتسابهم لها، تلك هي المشكلة كما يبدو..مشكلتها هم أهلها.




