الجهةسطات

حدائق سطات …من متنفس للساكنة إلى ملجأ للمتسكعين و وسيلة لتبديد المال العام

إنجاز: عبد العالي طاشة

جراء الإهمال الذي طالها وتقاعس من خولت لهم القوانين التنظيمية عن تأدية الأدوار والصلاحيات المنوطة بهم تجاهها، تحولت حديقة الخزانة البلدية بمدينة سطات، في غفلة من الزمن إلى ملاذ “منزوي” لمختلف المتسكعين والمتشردين وحتى المنحرفين منهم الذين باتوا يتخذونها كموقع استراتيجي للتعاطي لشتى أنواع الإدمان، من مخدرات وخمور، محولين فضاءها الأخضر إلى “شبه مطرح” لرمي الأزبال و القاذورات و قضاء “حاجاتهم البيولوجية” من تبول وتغوط في الهواء الطلق وأمام أعين المارة.

الحديقة المطلة على (دار الضيافة) بعمالة إقليم سطات، ورغم ما للمكان من حساسية إدارية حيث مرفق محكمة الاستئناف، ومقر العمالة، وبناية الدائرة الأمنية الرابعة، بالإضافة إلى مرفق دار الشباب، وما يتطلبه الأمر من زيارات “مسؤولة”، ومع ذلك تعتريها مجموعة من المشاهد المخلة بالآداب، حيث يتوافد عليها بشكل يومي مختلف الفئات العمرية تحت طائلة التسكع او التشرد أو الانحراف، أشخاص اتخذوا منها و أمام مرأى ومسمع الجميع مكانا لممارسة عاداتهم الخادشة للحياء، من دون حسيب ولا رقيب، وكأن المسؤول الأول إقليميا في كوكب والحديقة في كوكب آخر. 

مشاهد مخلة بالحياء و غيرها ينذى لها الجبين، أثارت استياء وتدمر عدد من المواطنين من سكان مدينة سطات، نتيجة استفحال مجموعة من الظواهر والحالات الشاذة التي تعيشها الحديقة إلى وقت متأخر من الليل، حيث تستهوي الباحثين عن اللذة الجنسية بعيدا عن الأعين المتربصة، أشخاص من الجنسين يستغلون خلوها التام من أي حراسة، و كذا ضعف الإنارة العمومية بها لتنفيذ عملياتهم الجنسية بتفريشها ب”الكارطون” وبعض الملابس البالية.

بذات الحديقة، اتخذ بعض الشباب والمراهقين جنباتها للتباهي بكلابهم “الهائجة” لتخويف أقرانهم، في مشهد يهدد تجوال المواطنين السطاتيين وخصوصا النساء والفتيات، سيما وأن معظم مالكي هذه الأصناف من الكلاب هم من فئات متوسطة أو ضعيفة الدخل، يصعب عليهم تدبير تغذية سليمة والعناية اللازمة بها، مما يضاعف من احتمال هجومها على المارة.

حديقة خزانة البلدية التي تعتبر متنفسا يرتاده العديد من ساكنة المدينة مصحوبين بأبنائهم باتت تشكل بالإضافة إلى ما سبق ذكره، حلبة سباق بالنسبة لأصحاب الدرجات النارية c90، الذين يقودون دراجاتهم بسرعة “جنونية” و بشكل متعمد، بالاضافة الى ضجيج تلك الدراجات

سلوكيات تفرض على الجهات المسؤولة ضرورة التدخل بشكل مستعجل، ووضع حد لمثل هذه السلوكات المشينة، التي تضرب وجه المدينة الأخلاقي في العمق، و لما لا الوقوف ضدا على كل الممارسات المخلة بالآداب التي تمارس في هذه الفضاءات العمومية بالمدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى