الجهةالدار البيضاء

استهتار تام بشروط السلامة الصحية بأكبر أسواق العاصمة الإقتصادية “القريعة” .. إلى أين السبيل؟

إيمان بنبرايم

يبدو أن المركب التجاري “القريعة” وما يجاوره من أسواق، كما لو أنه غير معني بالإجراءات والتدابير الاحترازية للحد من تفشي فيروس “كورونا” المستجد.

ورغم القرار الأخير الذي أقرته الحكومة من تشديد للتدابير الاحترازية المتخذة في عدد من المدن المغربية، من بينها مدينة الدار البيضاء الكبرى، إلا أن المواطنين يضربون عرض الحائط كل التدابير المقررة من السلطات المعنية بمجرد دخولهم لمنطقة القريعة.

وحسب ما عاينته جريدة “كازابلانكا الآن” فإن وتيرة الإقبال على سوق القريعة لم تتغير مقارنة مع الأيام السابقة قبل حالة الطوارئ؛ حيث تعرف المنطقة رواجا طبيعيا مع إقبال المواطنين على هذه الأسواق، بل زادت كثافة الزوار مع تقليص عدد ساعات العمل المرخص بها للأسواق التي باتت تغلق على الساعة السادسة مساء.

وتشهد ممرات “القريعة” ازدحاما تتبدد معه إجراءات السلامة الصحية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث يمر الناس أو يقفون بمحاذاة بعضهم البعض أثناء اقتناء السلع دون إيلاء أي اعتبار لنصيحة “احترام مسافة متر بين كل شخصين، أو ارتداء الكمامة.”

بهذا الخصوص، أكد لنا فاعل جمعوي من الساكنة أن “تجاهل المواطنين لتدابير الوقاية من هذا الفيروس راجع لضعف الوعي بالمخاطر التي تتسبب فيها هذه التجمعات البشرية، مشيرا إلى ضرورة التدخل الصارم للسلطات المختصة لتنظيم النشاط التجاري بهذا السوق.

المشهد نفسه يتكرر داخل أسواق بيع الخضر والفواكه في نفس السوق المذكور أعلاه، حيث يجتمع الناس أمام المحلات، والملاحظ أن مسافة الأمان لا تحترم بصفة نهائية بحيث لا يفصل بين الأشخاص سوى سنتمترات معدودة، وكأننا لسنا أمام حرب مع عدو لا نراه.

إن الخطر الذي يمثله هذا الفيروس وسرعة انتشاره وعدم اعترافه بأي خصوصيات بشرية أو حدود جغرافية، لا يمكن حصر مسؤولية التصدي له والعمل على احتوائه، في الجهود التي تقوم بها الأجهزة المختلفة التابعة للدولة، وإنما هي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد منا من أجل المساهمة في هذه الجهود وتحويلها إلى جهود جماعية لتحييد هذا الخطر ومن ثم هزيمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى