بعد الكارثة…قصص مؤلمة لواقع مرير من داخل أزقة و مساكن متداعية للسقوط بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي + فيديو

محمد العزري
في إطار مواكبتنا و متابعنا للأحداث المؤلمة التي شهدها درب مولاي الشريف بمنطقة الحي المحمدي بالدارالبيضاء، على خلفية انهيار منزل كان آيلا للسقوط ما أدى بحياة 4 أشخاص إضافة إلى خسائر مادية مهمة، قبل أن يلي الحادث المذكور انهيار منزلين آخرين بجانبه و منزل رابع سقط سقفه الداخلي، قمنا ليلة أمس السبت 9 يناير الجاري، بزيارة لعين المكان قصد الوقوف على تداعيات هذه الإشكالية وما خلفته من أزمة اجتماعية و اقتصادية، خاصة في صفوف الأسر التي تم إفراغ منازلها على غير موعد مسبق نتيجة لتضرر البنايات المجاورة لها.
الزنقة 10 بدرب مولاي الشريف و الزنقة 6 جزء من معاناة لعشرات الأسر التي وجدت نفسها في موقف صعب، لا بيت يأويها ولا خيطا رفيعا يقودها نحو الحل النهائي لقصص يؤدي ثمنها غالبا الصغار و الكبار المرضى و الأصحاء .
فما إن وطأت أقدامنا المنطقة حتى استقبلتنا حواجز أمنية لمنع تواجد أي شخص بالقرب من خطر بعض الدور المهددة بالانهيار، بينما عند رأس كل زقاق تسمر العشرات من الأشخاص ينظرون من بعيد و يتطلعون بعيون يغمرها الحزن إلى ركام المنازل التي انهارت فوق رؤوس أصدقاء و جيران لهم، كتب عليهم القدر أن يكونوا قربانا لمئات الأسر التي تواصل تواجدها بعين المكان رغم خطورة الوضع.
عند بداية الزقاق 10 ، وبعدما استعنَّا بمرافق لنا من أحد أبناء المنطقة كان لنا اللقاء مع أسر أخْلت المنزل الذي كانت تقطنه بعدما بات الخطر يطوق أعناقهم بأمر من السلطات المحلية، فلم تجد من يأويها من برد شتاء أتى على غير عادته هذه السنة – لله الحمد- غير أحد الجيران ما ينم عن خصلة التضامن التي لم تندثر بعد بمنطقة الحي المحمدي.
تركنا هاتين الأسرتين خلفنا بذات الزقاق في اتجاه الزقاق 6 بذات الحي بعدما قطعنا مسافة طويلة بحكم أنه تم تسييج جل الأزقة الموصلة لمكان الفاجعة، مستعينين بخبرة مرافقنا ( استاذ الفلسفة) لنصل إلى زقاق تجمهرت العشرات من النساء و الأطفال الصغار و بعض الشباب و الرجال يتداولون حديث ” النكبة ” بينهم ، وما أن علموا قدوم منبرنا حتى ارتفعت اصواتهم المنددة بالوضع المزري و المصير المجهول الذي تتخبط فيها عشرات الأسر هنالك، وكان طلبهم واحد قبل الشروع في استصقاء آرائهم وهو ان يكون بث المباشر لهذا اللقاء بدل الاكتفاء بالتوضيب و المونطاج تفاديا حد تصريحهم لحذف بعض مقاطعه، علما أننا كنا ساعتها في بث مباشر لحظة وصولنا لهذا الزقاق(6).
غامرنا رغم صعوبة الوضع و الخطر المحدق بنا، تسلقنا سلالم منزل بذات الزقاق مهدد بالانهيار في أي لحظة، وهو ما تكشفه أسقف طوابقه بل اكتشفنا ومعنا مشاهدي موقعنا الاخباري عبر المباشر ليلتها كيف تقطن إحدى الأسر التي تكتري بيتا بالطابق الأخير غرفتين إحداهما سقطت عن آخرها و لا يزال الركام شاهدا على ذلك، دون الحديث عن مختلف أنحاء المنزل المتداعية للسقوط والتي تخفي بين ثناياها قصصا مؤلمة لواقع لا يمكن حجبه.
بجوار المنزل السالف، وطأت أقدامنا بإلحاح من مرافقنا لاكتشاف معاناة أخرى وقصة ثانية اكثر قتامة، وكان قد زاد من حدتها دموع رب أسرة يقطن هنا رغم الخطر رفقة أسرته الصغيرة.
هي قصص لواقع مؤلم نعرض عليكم جزءا منها في المقطعين المصورين التاليين:
عدسة: أيمن المغبر