بالفيديو…معاناة تلاميذ ينحدرون من جماعة الخميسات بسبب حرمانهم من منحة السكن و خدمة الإيواء بدار الطالب بمركز أولاد سعيد / سطات

محمد العزري
عدسة : ايمن المغبر
قد يبدو المشهد بالنسبة للبعض مألوفا و عاديا، ولكن آلام هؤلاء التلاميذ لن يستشعرها سوى من جابت قدماه الطريق صوب إحدى المؤسسات التعليمية بحثا عن خيط من الأمل من أجل إنهاء مساره الدراسي رغم ما يتكبده من المحن.
فـ” خولة” التي تضطر إلى الاستيقاظ يوميا قبل آذان الفجر بحثا عن مكان لها داخل سيارة يتكلف أحدهم بنقلهم مكدسين داخلها مقابل مبلغ مالي معين بدوره يثقل كاهل اسرة الصغيرة، ليست وحدها بل هناك أخريات و آخرون يتجرعون الآلام نفسها، لأن حظهم العاثر، في ظل ” الزبونية ” المتحكمة في ملف منحة الإيواء أو السكن الدراسي حد تعبير والدها لم يسعفهم في ضمان مكان لها بداخل القسم الداخلي للمؤسسة التعليمية التي تتابع دراستها بها، بمستوى السنة الاولى إعدادي.
حال ” أيوب ” الذي ينحدر بدوره من دوار ” المخاليف” بجماعة الخميسات لا يقل حدة عن حال ” خولة”، والذي كان مرفوقا بوالدته التي رسمت متاعب الحياة نذوبها على محيى هذه السيدة المكافحة من أجل استقرار وضع ابنها و ضمان مكان له بإحدى المؤسسات المحتضنة للتلاميذ ممن يقطنون بعيدا عن مركز جماعة اولاد سعيد حيث يتابعون دراستهم الإعدادية و الثانوية.
أيوب وهو يتحدث لميكروفون ” كازابلانكا الآن” لم يخفي معاناته مع بعد المسافة التي تفصله عن المؤسسة التعليمية و التي تبلغ نحو 17 كيلومترا، حيث يضظر يوميا قطعها مستعملا دراجته العادية، إلا ان متاعبه تتضاعف في فصل الشتاء، والتي كان من تداعياتها أنه كرر مستوى الجذع المشترك بسبب غياب النقل المدرسي، إذ كان يتغيب مضطرا خلال هذا الفصل بالنظر للوضع المتردي للمسالك الطرقية الموصلة لمركز أولاد سعيد و ما يتخللها من وحل.
وإذا كانت خدمة الإيواء داخل القسم الداخلي لثانوية و إعدادية اولاد سعيد قد تعذر على هؤلاء التلاميذ الاستفادة منها، فإنهم يستغربون أيضا لغياب خدمة النقل المدرسي التي تستحوذ عليها الجمعية المشرفة على كل من ” دار الطالب” و كذلك ” الدار العائلية” التي تحولت إلى فضاء لاستقبال بعض التلاميذ بعد إغلاق الاولى، علما أنها كانت عبارة على مركز للتأهيل المهني في المجال الفلاحي، وسط استغراب بعض الفعاليات الحقوقية و الجمعوية بالمنطقة حول تغيير طبيعة هذه المؤسسة و توقف اشتغالها لأسباب تظل مجهولة .
مزيدا من التفاصيل في الفيديو التالي:
حري بالذكر، أن دار الطالب المتواجدة بمركز جماعة اولاد سعيد التي أحدثت سنة موسم 2008/2009 بطاقة استيعابية تتسع لنحو 86 تلميذا و تلميذة ليتم إغلاقها من أجل إصلاحها موسم 2018/2019، بدعوى ظهور بعض التشققات علما أنه سبق أن خضعت لعملية إصلاح سابقة صرفت عليها الملايين موسم 2014/2013، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول إغلاق المؤسسة من جديد إلى يومنا هذا وفق ما جاء في تصريحات لبعض الفعاليات الجمعوية بالمنطقة؟.