هل ستنجح ” نبيلة الرميلي” في إيجاد حل لمعضلة مطرح مديونة ؟

جمال بوالحق
زارت نبيلة الرميلي العمدة الجديدة لمجلس عمالة الدارالبيضاء، المطرح العمومي للعاصمة الاقتصادية،المتواجد بتراب جماعة المجاطية بمديونة، وذلك يوم الثلاثاء 26 أكتوبر من الشهر الجاري؛ بهدف الوقوف على واقع حال هذا الفضاء الذي يعاني من عدّة اختلالات بيئية وتدبيرية، ساهمت في تردي المجال البيئي للمنطقة، منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن، من غير أن تلوح بوادر الخلاص والانعتاق.
وتُراهن العمدة على المفرغ الجديد؛ بهدف التعامل مع الأزبال بطريقة احترافية تدويرية بعيدا عن العشوائية الحالية والحصول على مطرح عمومي مراقب، يستجيب للمعايير البيئية المطلوبة، لكنها لا محالة ستصطدم بمشاكل متنوعة بالمزبلة الجديدة المجاورة للقديمة؛ لأن أرضيتها ملوثة ومشبعة بميّاه عصارة الأزبال ولم يتم تجهيزها بالكامل، حيث تم الاكتفاء بتوفير 11 هكتارا فقط، من أصل 35 هي المساحة الكلية للمفرغ الجديد، وهيّئوها بمبلغ مالي وقدره 4 مليار و600 مليون.
وأشارت مصادر مهتمة بالمجال البيئي على أنّ المطرح الجديد لا يٌمكنه أن يفي بالغرض بالنظر لمساحته الضيقة وهذا ناتج عن غياب نظرة مستقبلية طويلة الأمد لملف النفايات بالعاصمة الاقتصادية،وغيّاب مخطط توجيهي حقيقي للنفايات، قابل للأجرأة الفعلية على أرض الواقع.
ويُشار أيضا على أنّ المزبلة الحالية، امتلأت عن آخرها، سواء بالنفايات، أو بمياه عُصارة الأزبال، التي يصطلح على تسميتها ب”الليكسيفيا” التي قضت على الميّاه الجوفية، ودمّرت العديد من مياه الآبار المجاورة،وأحرقت نبات مجموعة من الأراضي المجاورة، ودمّرت المنطقة ككل،وأصابت الإنسان بعدّة أمراض مزمنة، ورغم حلول عدّة شركات مختصة في تدبير النفايات إلاّ أنّهم لم يفلحوا في الوفاء بمضمون الشعار،الذي رفعوه والمتمثل في إعادة تأهيل المطرح العمومي،حيث أن السيّول الجارفة الناتجة عن عُصارة الأزبال لم تزدد إلاّ استفحالا،والروائح الكريهة تخنق الأنفاس في الأجواء المحيطة والواجهة الأمامية لم يتم تشجيرها، ولم يتم احتواء عُصارة اﻷزبال وبالتالي فشل مشروع تأهيل وترميم مزبلة مديونة، التي وقفت وما تزال، في وجه المستثمرين، ولم تشجعهم على تنزيل مشاريع تنموية؛ لإخراج المنطقة من عزلتها القاتلة .د
تُرى هل يتمّ إيجاد حل جدري للمشاكل البيئية الناجمة عن مخلفات المطرح العمومي، أم أنّ خطّ سير محمد ساجد و عبد العزيز العماري في تدبير شؤون الدارالبيضاء، ستسير على منواله نبيلة الرميلي؟؟؟