سيدي بنور… من يسعى للبناء لا يستهويه الهدم

بقلم: عبد اللطيف عيوش
طيلة سنوات حاولت رفقة مجموعة من الإخوة من مدينة سيدي بنور عبر إطلالات إعلامية متواضعة أن نؤسس لفعل إعلامي و جمعوي يجعل مدينة سيدي بنور بصفة خاصة و إقليم سيدي بنور في قلب النقاش العمومي حول تدبير الشأن العام ، كان هدفنا هو المساهمة في نهضة المدينة و ضمان إقلاعها نحو الأحسن ، كانت التجربة غنية بامتياز راكمنا خلالها النجاحات التي تخللتها انكسارات بسبب الطابع المحافظ للمدينة على المستوى الفكري ، و كان خصومنا حتى لا نقول أعداءنا من المحسوبين على التنوير الذين امتهنوا ثقافة التبخيس من خلال الترويج لمقولة لن يتغير شيء لان اللعبة منتهية GAME OVERو و أن هناك أشخاص و لوبيات حسموا الأمور لصالحهم و أحكموا قبضتهم على المدينة و الإقليم ، و أنهم يستمدون قوتهم من الإدعاء من قربهم من مراكز القرار ، و كانت تلك قمة السلبية لمن تعودوا على ممارسات العدم .
إذا كان المتعلمون حتى لا نقول المثقفين قد استسلموا بسلبيتهم لقوى الفساد و انعدام الكفاءة فإن فئة قليلة كانت مؤمنة أن تحريك المياه الأسنة ممكن ، و أنه بقليل من الصبر و كثير من الإصرار يمكن تحقيق المستحيل . لا ننكر أن أحلامنا كانت كبيرة لكن درجة التأخر كانت كبيرة و الانتظارات هائلة ، و كنا كأقلام ندخل أحيانا في سجالات فكرية كانت أحيانا متعارضة لكن حب مدينة سيدي بنور بقي قاسما و مقاما مشتركا . و بحمد الله و بتوفيق منه و بتشجيع من الشرفاء بدأت ثمار ما غرسناه كمجموعة يتحقق و هاهو الإقليم و عاصمته يعرف دينامية اجتماعية لا ينكرها إلا جاحد أساسها نقل النقاش حول تدبير الشأن العام المحلي إلى فئات و شرائح أوسع .
لم ندع يوما أننا الوحيدون الذين يملكون الحقيقة أو أننا الممثلون الحصريون للمدينة و المدافعون عنها ، لكن اصطدمنا دائما ب “فاعلين سياسيين ” لم يدركوا و لم يستوعبوا أهمية دور الثقافة و الإعلام في تحقيق التنمية ، و كان المرضى منهم يتوهمون دائما أننا نستهدفهم خدمة لأجندات معلومة أو مجهولة ، و بكل أسف ما زالت هذه النظرة تعشعش في أذهان بعض المحسوبين حاليا اعتباطا على الفعل السياسي.
مدينة سيدي بنور تواجه اليوم تحديات خطيرة أهمها أن المؤسسة الصناعية الوحيدة لا تعير اهتماما لسلامة المواطن و ما استعمالها للفحم الحجري إلا استخفاف بصحة المواطن و بسلامة البيئة التي وقعنا على التزامات تحارب استعمال وسائل الطاقة التي تلحق الضرر بالإنسان و البيئة ، و هناك أزمة السكن الصفيحي و تبخر شعار مدينة بدون صفيح لولا مجهودات اللحظة الأخيرة التي قد تحل مشكل القرية الصفيحي ، و هناك ضرورة إعادة هيكلة السوق الأسبوعي ليكون أكثر مردودية و أكثر نظافة ، بالإضافة إلى حتمية إقامة حي صناعي لخلق مناصب شغل لساكنة يصل فيها معدل البطالة أرقاما خيالية خاصة في صفوف الشباب . ناهيك عن العراقيل التي تعرقل الاستثمار بسبب طغيان الشخصي على المؤسساتي .لكن ما ينبغي التأكيد عليه ألا رجوع للخلف ، و أن القيمين على الشأن المحلى من منتخبين و معينين عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم السياسية و الأخلاقية لتجاوز معيقات التنمية و ما عليهم سوى يشدو الطريق نيشان و إلآ …..