كازا تيفي

التواصل السياسي…أسس الخطاب وأهدافه، مؤلف جديد لحسن مسكين

و م ع
أصدر الكاتب والباحث حسن مسكين، مؤلفه الجديد الموسوم ب”التواصل السياسي…أسس الخطاب وأهدافه”، عن دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع بالأردن.

ويتناول الكتاب الذي يقع في 165 صفحة من الحجم الكبير أبرز الأسس التي يقوم عليها التواصل السياسي، لاسيما في بعده الخطابي، ليخلص إلى أهم وظائفه وأهدافه، مستندا في ذلك إلى عدة نظريات ومفاهيم خاصة، تنطلق من تصور يرى أن كل تواصل سياسي، ينطلق من الخطاب ويؤول إليه.

ويرى الناقد حسن مسكين، أنه من هنا بالذات، كانت أهميته حاسمة في السياسة والمجتمع، بل في سائر المجالات الأخرى. لذلك يعتمد ناهج التواصل السياسي استراتيجيات وخطط مدروسة، تستهدف المواطنين، للظفر بتأييدهم ونيل أصواتهم الانتخابية، علما أن درجة وقوة هذا التأثير تختلفان، تبعا لطبيعة وسياق وشكل وخصوصية كل مجتمع وخصوصية نظامه السياسي وطرق تنزيله في الحياة السياسية.

يقول مسكين، لتبيان ماهية هذا التواصل، كان من الضروري مراعاة هذه الشروط المنهجية والتحديدات المفاهيمية، المرتبطة، من جهة بالاتصال والتواصل والخطاب والسياسة، ومن جهة أخرى بعلاقتها بالسياقات وشكل الدولة وطبيعة نظامها ومميزات أحزابها ونخبها السياسية.

ونبه الكاتب وهو أستاذ المناهج النقدية الحديثة وتحليل الخطاب، في مفتتح هذا العمل إلى أن هذه المفاهيم، بقدر ما تبدو ظاهريا واضحة، لكثرة جريانها على ألسنة الناس عامة والسياسيين خاصة، إلا أنها واقعيا وعمليا تبدو ملتبسة، بسبب تقاطعها وتداخلها مع مفاهيم أخرى محايثة، وهو ما يفرض، إقامة الاعتبار لتكامل العلوم واستحضار نظريات معرفية متعددة، تساهم مجتمعة، في إنتاج تحديدات وتعريفات واضحة، تراعي طبيعة العلاقات القائمة بينها وبين الحقول المعرفية والعلمية المساهمة في إنتاج دلالاتها وتحديد مساراتها وأهدافها داخل الخطاب، مثل العلاقة بين الاتصال والتواصل واللغة والسياسة والخطاب والديمقراطية، سواء في الأنظمة الديمقراطية أم في الأنظمة الشمولية، مع تحديد العلاقات القائمة بين ذلك كله، لإنتاج خطاب سياسي، مؤثر ومقنع أو بالمقابل مهيمن ومضلل.

إن ما يميز التواصل في الخطاب السياسي، يؤكد مسكين، هو ذلك الصراع المستمر، ليس فقط من أجل كسب أصوات الناخبين، ولكن أيضا للظفر بالشرعية التي يمنحها له المواطن، فبدونها، لن يتمكن الخطيب السياسي من تمرير خطابه وتنفيذ خططه واستراتيجياته، التي تتجلى في شكل تأييد فعلي، معبر عنه في صناديق الانتخابات.

وإذا كانت أهمية الخطاب عامة والسياسي منه بخاصة، تعود إلى عوامل عديدة، لعل أهمها نزوع الإنسان الدائم إلى نسج علاقات تصله بالمحيط والآخر، سواء المنتمي إلى النسق الثقافي ذاته أو المختلف، لا تكتمل إلا في حضور اللغة، فإن الخطاب السياسي هو الذي يمنحها صفة التحقق والإنجاز، في صيغته التلفظية، المتضمنة لمختلف إمكاناته الصريحة والمضمرة، من أهواء ورغبات وحقائق وأيديولوجيات واستراتيجيات، بوصفها التعبير الأمثل عن صراع هذا الإنسان، من أجل الظفر بأهدافه وتحقيق غاياته، عبر الخطاب الموصول بعالم السياسة، سواء ما يظهر منها أو ما تستبطنه اللغة ويخفيه التلفظ.

وحسن مسكين من مواليد الدار البيضاء سنة 1963 وهو حاصل على دكتوراه الدولة في اللغة العربية وآدابها وعلى ماجستير في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية وعلى دكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية. وعمل أستاذا للمناهج النقدية الحديثة وتحليل الخطاب وأستاذا للتواصل السياسي.

وشغل منصب رئيس سابق لشعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ومدير سابق لمختبر الحضارة تواصل وتنمية. وهو عضو المركز الدولي للدراسات والأبحاث في علوم التواصل السياسي وعضو الجمعية المغربية لتكامل العلوم وعضو مختبر دراسات الفكر والمجتمع.

وله العديد من المؤلفات، من بينها “تحليل الخطاب: وقفات نقدية في مؤلفات مغربية” سنة 2007 و”أزمة النخب العربية: الثقافة والتنمية” سنة 2012 و”اللغة والفكر: دراسات نقدية” سنة 2014 و”الخطاب السياسي المغربي المعاصر: دراسة في الخطاب والممارسة” سنة 2016 و”النخب العربية والإسلامية: قضايا الديمقراطية، المثقف، السلطة سنة 2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى