النهضة الرياضية السطاتية بقسم الهواة تجر ذيول تاريخ لم ينفعها في شيء

عبد العالي طاشة
من منا لا يحن إلى الماضي غداة العصر الذهبي لفريق النهيضة، جميعنا بدون استثناء أبناء الاقليم والمدينة نتحسر على ما آلت اليه الأوضاع جراء الوضع المأساوي الذي يعيشه فريق النهضة الرياضية السطاتية، من منا لا يتذكر الحقبة الماسية للفريق ايام الرئاسة الفخرية لوزير الداخلية السابق “إدريس البصري” حينما كان الدعم المالي يتدفق على الفريق من كافة الإتجاهات خاصة من مؤسسات القطاعين العام والخاص.
الفريق الذي عاش حياة الفتى المدلل في عهد البصري، والذي كان يتنقل احيانا عبر الطائرة لإجراء مبارياته، و كانت عديد شركات الرعاية تتهافت عليه، سرعان ما سيتراجع بريقه ورونقه، وستنطفئ شمعته بعد خروج “با إدريس” كما كان يحلو للساكنة مناداته من السلطة، مما سيضرب على الفريق بسور له باب باطنه تقلص الدعم و ظاهره غياب المنح وانعدامها، مما سيساهم في التراجع السريع للنادي على مستويات النشاط الرياضي و الأداء الفني والإداري سنة بعد سنة إلى أن وجد نفسه ينزلق للمحضور بنزوله لقسم الهواة، جارا ذيول تاريخ لم ينفعه في شيء.
فريق النهضة الرياضية السطاتية النادي الذي أنجب العديد من كبار لاعبي كرة القدم المغربية، سيعرف ترتيبا تناقصيا نتيجة توالي الضائقات المالية الخانقة، التي كانت سببا رئيسيا في هبوطه لقسم الهواة، خصوصا في ظل غياب موارد مالية قارة تمكنه من مجاراة مواسمه الرياضية، باستثناء منحة محتشمة للمجالس المنتخبة للمدينة التي قدرت في عهد المجلس السابق ب16 مليون سنتيم.
مرارة “النهيضة ” ونزولها إلى قسم المظاليم خلفت وراءها استياء كبيرا لدى أنصار الفريق ومحبيه، كيف لا والفريق كان في الأمس القريب واحدا من ركائز الكرة المغربية بتاريخه ونجومه وانجازاته، ولعل خزينة فريق عروس الشاوية شاهدة على العصر، فهي تضم بعضا من الألقاب وإن على قلتها، من قبيل لقب البطولة الوطنية في عام 1971 و كأس العرش في سنة 1969، ناهيك عن وصله إلى المقابلة النهائية في تصفيات الكأس ذاتها في عامي 1967 و 1970، علاوة على ضمه انذاك لمجموعة من الاعبين الكبار الذين سبق لهم وأن شكلوا العمود الفقري للمنتخب الوطني المغربي.
وما زاد الطين بلة وعمق جرح محنة “النهيضة”، غياب مستشهرين للنادي رغم تواجد العديد من الشركات بالمدينة، الأمر الذي جعل المكتب المسير يتكبد الويلات نتيجة صعوبة توفير دخل مالي قار يساعده على ضمان تأمين مصاريفه، مما انعكس سلبا على سير الفريق العادي، خصوصا وأن كرة القدم الحديثة لا تعترف إلا بلغة المال، اللهم بعض الإعانات من محبي الفريق لغاية صرف مستحقات اللاعبين والأطقم المشرفة عليه.
صحيح أن تاريخ وانجازات الفريق يتذكرها ساكنة إقليم ومدينة سطات بمعية جيل من اللاعبين القدامى، غداة المحافل الرياضية وفقط، لكن هل ان الأوان لتضافر جهود جميع المجالس المنتخبة بالاقليم و المجلس الإقليمي للمدينة والشركات المتواجدة بترابها وكذا برلمانيي الإقليم و اعيان وأطر وكل أبناء سطات لاعادة الفريق إلى واجهة الأحداث الرياضية من جديد؟ أم أننا سنظل نطل من فتحة الجحر ونبكي على الاطلال ؟؟