كازا تيفي

أمَــا آن لمدينة سـطـات أن تنسلخ عن مظاهر الترييف و البدوَنة.؟

عبد العالي طاشة
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات التنديد والشجب لما آل إليه الوضع بأحد أكبر المراكز الحضرية التابعة لجهة الدار البيضاء سطات، وتقاسم رواد مواقع التراسل الفوري العديد من الصور والفيديوهات التي تعكس بشكل صادم مأساة سكان مدينة سطات، معبرين عن غضبهم الشديد تجاه ما لحق المدينة وسكانها، جراء الاستيطان المتوحش لاسراب الكلاب الضالة وقطعان البغال والحمير.

“كازبلانكا الان” قامت بجولة ميدانية داخل سطات، لتكتشف بالملموس كيف صارت هذه المدينة اشبه ما يكون بقرية، حيث مظاهر البداوة والعشوائية تسللت إليها وأقامت فيها، جنبا إلى جنب مع مظاهر التمدن والحداثة، حظائر البغال والحمير بالأحياء و التجزئات السكنية، العربات المجرور بالذواب باتت تستعمل كوسائل نقل متقاسمة شوارع المدينة مع السيارات والشاحنات والدرجات، قطعان الماعز والغنم تتجول في كل مكان، تارة ترعى من عشب المتنفسات والساحات العمومية وتارة اخرى من أكوام النفايات، حيوانات سائبة تتسكع في الشوارع، في مشهد قاتم يشوه المنظر العام للمدينة.

على مستوى زنقة “اللحيفية” الباعة المتجولين يحتلون الشارع ويتواجدون ببوابات المحالّات التجارية، الأمر الذي يمنع الزبائن من ولوجها، ناهيك عما يخلفونه من أزبال تثقل كاهل الجماعة بالأزبال، نزيادة عن الإضرار بأصحاب المحلّات التجارية الذين بات بعضهم معرضا للإفلاس بسبب انتشار أصحاب العربات المجرورة أمام محالّهم ومنعهم الزبائن من الولوج إليها.

بحي سيدي عبدالكريم المعروف اختصارا ب”دالاس” احد اكبر الاحياء الشعبية كثافة سكانية، و على جنبات مقبرة الحي، يتواجد مرابط للحمير والبغال، تسببت في أضرار كبيرة للمواطنات والمواطنين وقضت مضاجعهم بالليل والنهار، معرضة اياهم بمعية أطفالهم للسعات الحشرات المضرة، والروائح الكريهة الناجمة عن فضلات الحمير والبغال.

غير بعيد من “دالاس” أمام السوق النموذجي بذات الحي، محلات عشوائية على جنبات مقبرة “مولاي احمد” حيث استولى بعض الأشخاص على الأرصفة وحولوها إلى براريك قصديرية شوهت منظر المدينة و جعلت منها قرية عشوائية بامتياز، وحولت المكان الي بؤرة الترقب المستمر والخوف.

الامر ذاته أمام باب المؤسسة التعليمية “العروصية”، الفوضى سيدة الموقف، على رصيف المؤسسة وطول إحدى أسوارها، تنامت ظاهرة “الفراشة” في إهانة لحرمة المدرسة وتهديد خطير لمتعلمات ومتعلمي المؤسسة السالف ذكرها.

سوق “السعادة” الذي سوِّق له على أنه سيقدّم خدمات عديدة، سرعان ما أسدل ستائره، إذ حوالي نصف عدد محلاته تقريبا أغلقت بعد أن حلت لعنة الإفلاس بسبب قلة زواره إن لم نقل انعدامهم، وهو ما أدى إلى رحيل أغلب أرباب المحلات باستثناء عدد قليل ممن لازالوا يعلقون الأمل على أن ينتعش السوق من جديد.

الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، فعلى مستوى تقاطع شارع مولاي يعقوب وشارع باماكو وشارع محمد بن سميحة بحي “ميمونة” احد اكبر احياء سطات من حيث الساكنة، تعيش الساكنة على اعصابها نتيجة انتشار الحمير والبغال وأكوام الأزبال المثناترة بكل مكان مما سبق ذكره، بما فيها جنبات المساجد التي لم تسلم هي الأخرى من مظاهر العشوائية الناجمة عن استيطان الباعة المتجولون الذين عمدوا إلى عرض بضائعهم على الأرض.

وبزنقة “مولاي سليمان” الفاصلة بين حي بام وانزالت مانيا، انتشار كبير للباعة الجائلين واحتلال الأرصفة، مما يؤثر على حركة مرور السيارات وحركة المارة، بالإضافة لخلق حالة من التكدس المروري، خاصة في ظل غياب واضح للرقابة.

بحي قطع الشيخ، السوق النموذجي الذي صرفت عليه الملايين من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من أجل وضع حد لظاهرة الباعة الجائلين، سرعان ما أغلق أبوابه وأعلن بالبنذ العريض فشل المشروع، لتعود معه قصة الباعة المتجولون، وما يرافق ذلك من تراكم الزبال و النفايات.

بحي السلام على جنبات “وادي الغدر” نبت سوق عشوائي في ظروف غامضة طرحت حوله العديد من التساؤلات بشأن الجهة المستفيدة منه، سيما بعدما تم تحريره مؤخرا، مما جعل المنطقة مرتعا للنفايات والمتلاشيات وبقايا البلاستيك والتلوث.

ظاهرة انتشار المرابط الخاصة بالحمير والبغال التي يستعملها أصحاب العربات المجرورة، وما تخلفه من نقط سوداء تتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، وتزايد عدد “السويقات” العشوائية بمختلف أحياء المدينة، دفع بعدد من المواطنات و المواطنين بالمدينة إلى “نشر” استيائهم وتذمرهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستغربين لعدم تدخل جماعة سطات وفق ما يخوله لها القانون التنظيمي للجماعات الترابية لتنظيم هذا القطاع الحيوي الذي جعل المدينة تتحول إلى فوضى وخراب، في غياب المراقبة والتتبع، و نظيرتها السلطات المحلية لوضع حد لهاته الطامة، وإنقاذهم من الأضرار الناجمة عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى