تيط مليل…ضبط ممرض متلبس بتسلم مبلغ 3000 درهم كرشوة

جنمال بوالحق
تمكنت مصالح الدرك الملكي بسرية شمس المدينة ( تيط مليل) من ضبط ممرض يعمل بمستشفى الرازي للأمراض العقلية و النفسية، متلبسا بتسلم رشوة من أحد الأشخاص مقابل تسهيل عملية ولوجاخيه المريض إلى المستشفى لتلقي العلاج، وذلك يومه الأحد 2 فبراير الجاري.
وكانت تفاصيل هذه الواقعة قد انطلقت بعدما توجه محمد مؤخرا إلى المستشفى لإخضاع أخيه المريض، الذي يعاني من اختلالات نفسية، والمسمى (المحفوظ)،لتدابير العلاج النفسي والعقلي، والحرص على بقاءه بالمستشفى تحت إجراءات الحراسة الطبية خصوصا وأن عائلته وجدت صعوبة بالغة في السيطرة عليه؛ بسبب الحالة الهستيرية التي تنتابه بين الفينة والأخرى،وأصبحت تخاف من أن يصيبها مكروه، ويعرض حياة الآخرين للخطر، لكن الممرض كان له رأي آخر، حيث رفض استقبال المريض بالرغم من أنّه كان مصحوبا بشهادة إدراية مسلمة من السلطة المحلية، تشير إلى حالته الصحية النفسية المتدهورة، والتي تستوجب وضعه بالمستشفى بشكل عاجل؛ لتلقي العلاج إلاّ أنّ ذلك لم يشفع له عند هذا الممرض،الذي تجاهل هذه الوثيقة وما جاء في مضمونها،وطلب من أخ المريض أداء مبلغ 3000 درهم؛لإدخال المحفوظ للمستشفى وإبقاءه فيه؛لتلقي العلاج الضروري.
وعندما اتصل محمد أخ المريض بصديقه المستشار الجماعي ( ج.ص) ،وأخبره بحيثيات الموضوع وملابساته، أرشده إلى ضرورة مراسلة النيابة العامة في الموضوع، وتوجها معا إلى مكتب وكيل الملك بعين السبع، مصحوبان بشكاية كتابية، دعماها بتوضيح شفهي في النازلة،وعلى الفور، أعطى وكيل الملك تعليماته لمصالح الدرك الملكي في المنطقة، التي وضعت كمين للممرض، بعد توفير المبلغ المشار إليه وأخذ أرقام الأوراق المالية.
وفي اليوم المشهود.. التقى محمد بالممرض،وأخبره بوجود المبلغ المالي المتفق عليه، فطلب منه هذا الأخير التوجه معه إلى سيارته المركونة بجانب المستشفى،وسلمه الرشوة، ليتم مباغتته من طرف الدرك الملكي،التي كانت عناصره، تتابع عن كثب حركات وسكنات هذه العملية، وتمكنوا من توقيف الممرض ومعه المبلغ المشار إليه،ووجدوا معه أيضا مبلغا ماليا إضافيا وقدره 2650 درهم، وفق إفادة عليمة.
وكشف (ج.ص) الذي ساعد صديقه محمد، في لف حبل المساءلة القانونية حول عنق الممرض، وورّطاه في مستنفع هذه الرشوة،التي ستنهي بكل تأكيد مسلسل الفوضى والارتجالية والزبونية، في تدبير الشؤون الصحية بهذا المرفق العمومي، كشف على أنه في اليوم المشهود، وأثناء تواجده بالبوابة الرئيسة، استرعى انتباهه وجود امرأة تقطن (بتيط مليل) وهي في حالة بكاء واضح وعندما اقترب منها واستفسرها عن سبب بكائها، أخبرته على أنّ لديها ابن يعاني من مرض نفسي وعقلي، وأرادت إدخاله للمستشفى لتلقي العلاج، لكن الممرض طلب منها مبلغا وقدره 6000 درهم في مقابل حصول ذلك، ووضعها الاجتماعي لا يسمح لها بتوفير هذا المبلغ. و في المقابل كانت تمني النفس بتوفير العلاج لفلذة كبدها في أفق استرجاع عافيته، والعودة لحياته الطبيعية.
وأضاف ذات المصدر، على أن هذه السيدة وأناس آخرين، بعد توقيف هذا الممرض، سيتمكنون من إيداع مرضاهم بهذا المستشفى؛ لتلقي العلاجات الضرورية، وإبقاءهم فيه، إلى حين تحسن حالتهم، وعودتهم إلى حالتهم الطبيعية.
وارتباطا بنفس الموضوع، فقد طالبت فعاليات مختلفة، بضرورة فتح تحقيق في حيثيات النازلة؛لتحديد أسماء شركاء الممرض في هذه الفوضى في تدبير مرفق عمومي خصوصا وأن العديد من المواطنين كانوا يتعرضون لسوء المعاملة، من طرف أشخاص آخرين بداخل المستشفى، بما في ذلك من يتواجدون بمدخلها، وبعض من حراس الأمن.