مديونة: فوضى واكتظاظ و “شناقة” بمركز توزيع حصص الفلاحين من الشعير المدعم

جمال بوالحق/ مديونة
لا حديث في صفوف الفلاحين والكسابة بتراب عمالة اقليم مديونة إلاّ عن سوء التسيير والفوضى التي تطال عملية توزيع الحصص الخاصة بالفلاحين والمتمثلة في الشعير المدعم.
وتتجلى معالم هذه الفوضى في الاكتظاظ، الذي يعرفه مركز التوزيع المتواجد بطريق سيدي إبراهيم (لوْجادة) بمجاطية مديونة، وهو المركز الوحيد الذي تمّ تخصيصه للقيام بهذه المهمة، حيث يتقاطر عليه الفلاحون والكسابة من كل جماعات الاقليم، ممّا يخلق الفوضى والاكتظاظ؛ بسبب سوء تدبير هذه العملية، ويزيد من حدّة هذه الفوضى التي ولدت سخطا عارما في صفوف الفلاحين والكسابة، هو أنّهم يقصدون مقر المركز منذ حوالي الساعة السادسة صباحا؛ من أجل سحب تذكرة الحصول على الأعلاف، وعندما تصل عملية السحب إلى 100 تذكرة، يتم توقيفها وإجبار الفلاحين على العودة من حيث أتوا، ممّا خلق جوا من التذمر في صفوف الفلاحين الذين يتحملون مشاق التنقل الى مديونة ثم يعودون بخفي حنين (بلاشيء) في انتظار اليوم الموالي.
وتتحدّث مصادرنا عن وجود أشخاص بمحيط المركز وصفتهم هذه المصادر (بالشناقة) يتوسطون للفلاحين مع أصحاب المركز؛ بهدف الحصول على دعم لا يغني ولا يسمن من جوع، حيث يتمّ تخصيص 10 أكياس من الشعير للفلاح العادي، وكلّ كيس يحتوي على 80 كيلو
وبسبب عدم كفاية هذه الحصة، يلجأ الفلاحون إلى تنويع عملية الاستفادة من الحصص عبر تسجيل أسماء أخرى ضمن لائحة المستفيدين وما يحصلون عليه، يتم تفويته لهؤلاء الفلاحين.
وتشير نفس المصادر، على أن الفوضى أيضا تطال مقر الغرفة الفلاحية المتواجد بجواري مركزي التكوين المهني والباشوية بوسط مديونة، عندما يتوجه إليه الفلاحون والكسابة؛ لسحب وثيقة إشهاد موجه الى عضو بالغرفة الفلاحية، يشهدون فيه بممارسة مهنة الفلاحة وتربية المواشي؛ حتى يتمكنوا من حيازة علف الشعير المدرج في إطار برنامج التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية، وعلى المستفيدين أن يُطاردوا بعد ذلك على من يُوقع لهم من أعضاء يتواجدون بالغرفة الفلاحية حتى يتمكنوا من الحصول على علفهم الذي خصصته الدولة لهم.
وتتحدث نفس المصادر عن وجود أشخاص، تسللوا إلى لائحة المستفيدين، بالرغم من أنه لا يربطهم بمجال الفلاحة وتربية المواشي إلاّ الخير والإحسان.