مديونة: المجلس الصحي الإقليمي مدعوٌ لتجاوز اختلالات منظومة القطاع

جمال بوالحق
مازال القطاع الصحي بإقليم مديونة يعيش على ايقاع اختلالات متنوعة تحول دون تفعيل مجمل الخدمات الطبية الضرورية على الوجه المطلوب، ومازال المستشفى الاقليمي المتواجد بجماعة مديونة يعاني من ويلات الاهمال وسوء التدبير، اثرت على واقع الصحة بالإقليم وهو واقع يصفه الجميع بأنه واقع مريض، يحتاج الى عمليات جراحية ناجعة لمداواته،وضخ دماء جديدة في شرايينه حتى يتمكن من المعافاة التي تمكنه من أداء دوره الاستشفائي المطلوب.
فمستشفى مديونة الوحيد بالإقليم والذي صُرفت عليه أموال طائلة لبناءه، فهو حاليا بدون مدير يرعى شؤونه الادارية واختصاصاته المالية وغيرها من الاجراءات والمسؤوليات فمنذ رحيل المدير السابق فؤاد لكويشي قبل حوالي أزيد من شهر ونصف الشهر، لم يتم بعدُ تعويضه بمدير آخر؛ لتفعيل مختلف المهام المرتبطة بتسييره. ويفتقر المستشفى أيضا الى منصب رئيس قطب الشؤون الادارية المكلف بالصفقات ومختلف الشؤون المالية علاوة عن افتقاره أيضا لمجموعة من الأطر الطبية والادارية؛ لتدبير هذا المرفق العمومي بالشكل المطلوب .
وقد اعتبرت مختلف الإفادات على أنّ المستشفى الإقليمي مازال مجرّد بناية، تتوفر على حيطان اسمنتية، لا أثر فيها لمجموعة من الخدمات الطبية حتى الأبسط منها، ممّا يفرض على المرضى التوجه الى مستشفيات الدارالبيضاء. حيث لا يتوفر على طبيب مختص في الولادة، ولا يتوفر أيضا على طبيب أشعة وطبيب العظام، مع تسجيل غياب كافة التحاليل داخل المختبر، مع افتقار قسم المستعجلات الى التجهيزات الضرورية الخاصة بالحالات المستعجلة الوافدة عليه. وتساهم قلة الميزانية المخصصة إليه، في تخبطه في مشاكل مادّية مع كافة المتعاقدين والمتعاملين.
ويُعوّل مهتمون بالقطاع على جمعية أصدقاء الصحة للنهوض بالمستشفى،وتفعيل مختلف خدماته الطبية عبر تمويل خاص من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
وتمّ تأسيس مجلس إقليمي للصحة؛ لدعم القطاع، وتفعيل مشاريع داعمة له، ويضمّ هذا المجلس عدّة تمثيليات من بينها رجال السلطة، ورؤساء جماعات والمجلس الاقليمي، وجمعية أصدقاء الصحة؛ لتدارك مختلف الاختلالات التي يعرفها القطاع والتي تفرض على المرضى في الوقت الراهن التوجه على مضض الى مستشفيات العاصمة الاقتصادية؛ لمعالجة أسقامهم.