كازا تيفي

المسرح بين رقي الإخراج وطامة الإحراج

لا يختلف اثنان في كون فن المسرح، هو من الفنون التعبيرية عن قضايا وهموم المجتمع، من خلال طرحها في قالب يلامس لواعج ومشاعر المتلقي باستعمال كل الوسائل والأدوات التي تمكن من خلق فرجة ومتعة بصرية وتحقيق استجابة عاطفية وفق تصورات فنية وتقنية تتسم بالإبداع الفني الذي يشكل الركيزة الأساسية للعمل الفني، باعتباره تجسيد جمالي لكل الأفكار المنبثقة من خزان الحياة وجدت طريقها إلى شخصية المبدع فيلبسها حلة تتجاوب مع متخيله الفني.

لكن هناك مع كامل الأسف الشديد نشاهد بعض المحاولات التي لا ترقى إلى مستوى طموحات عشاق الفن لا نصا ولا إخراجا، لغياب سمات الإبداع وتجلياته على مستوى الصورة البصرية من حيث تأثيت الفضاء المسرحي وكذا افتقارها لأسلوب إخراجي يبرهن عن مدى تمكن من كلف به عن امتلاكه لأدوات تحقق الغاية المرجوة من خلال ترجمة أفكار ورسائل النص لكن تجده ناهجا أسلوب “سلك وعدي” أو “الترقيع الفني” أو ما يصطلح عليه بسياسة الديبناج، وذلك لغاية في نفس يعقوب مما يدل على قصورهم الابداعي وفشلهم الذريع الشئ الذي يساهم لا محالة في تكريس الرداءة الفنية ويزج بالمسرح في قاعة الإنعاش والمساهمة في احتضاره وقتله تدريجيا عوض الإرتقاء به.

وتتجلى الطامة الكبرى خاصة حين تكون مثل هاته المهازل من المتطاولين على الفن وخاصة على مهمة الإخراج المسرحي وهم لا يفقهون فيه ولا يتقنون سوى إخراج العينين وإحراج أنفسهم، لكون يستحيل تحقيق المتعة الإبداعية في غياب معرفة بخصائص المذهب المسرحي الذي يندرج فيه العمل ولا تكون بمنأى عن عقل يؤمن بالابتكار الفني في كل تجلياته فالإبداع يا سادة لا يكون من فراغ.

*محمد حتيجي (كاتب ومخرج مسرحي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى