كازا تيفي

لماذا فشلت جماعة سطات في توفير ملاعب للقرب بشكل يحترم رغبة ساكنة عاصمة الشاوية؟

عبد العالي طاشة

تعيش مدينة سطات البالغ عدد سكانها 142.250 نسمة، وفق الإحصاء العام لسنة 2014، على وقع خصاص مهول على مستوى البنية التحتية الخاصة بالمرافق الرياضية والترفيهية، وذلك بشهادة السكان واعتراف المسؤولين على حد سواء، حيث تتحول بعض شوارع المدينة الواسعة واحيائها السكنية إلى أمكنة لممارسة كرة القدم، من قبل كل الفئات العمرية وبالخصوص الصغار.

انعدام ملاعب مجانية بمدينة سطات، تهدف بالأساس إلى التأثير في الحياة اليومية للساكنة بتقريب الممارسة الرياضية من الأحياء الشعبية، وتمكين المواطن من المشاركة في أنشطة رياضية واجتماعية، دفعت بالكثير من الشباب الذين يسعون إلى الترفيه عن أنفسهم وإبراز مواهبهم الرياضية، إلى إجراء مقابلات في كرة القدم في الشوراع العامة، في ظل غياب ملاعب القرب مجانية، من شأنها إنقاذهم من براثن عوالم المخدرات المتفشية في أوساطهم.

المستشار “عبدالكريم التيال” عن حزب الخضر المغربي، قال في تصريح ل”كازبلانكا الان” أنه يسجل منذ مدة طويلة نقصا حادا على مستوى ملاعب القرب بمدينة سطات، معتبرا ذلك امتدادا طبيعيا للعجز الحاصل في كل البنيات التحتية الأساسية لمدينة يتجاوز عدد سكانها 160000نسمة، كنتيجة طبيعية للركود الاقتصادي المسجل بالمدينة، بالإضافة إلى غياب الوعاء العقاري الكافي للاستفادة من الشراكة مع قطاع الشباب و الرياضة و الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من اجل تشييد ملاعب كافية تستوعب الحاجيات المتزايدة للاطفال و الشباب و الجمعيات الرياضية لممارسة رياضتهم المفضلة.

ذات المستشار الجماعي، قال ان الحل لهذه المشكلة ينطلق من حكامة تدبير ملف تصميم التهيئة الجديد، و اعتماد مقاربة جديدة، لتجاوز الخصاص الحاصل في البنيات التحتية الرياضية، مطالبا من المجالس المنتخبة على المستوى الجهوي والإقليمي و المحلي، بالدخول على خط الاستثمار في الرياضة و توفير الملاعب الرياضية الكافية لان عائداتها المستقبلية مهمة جدا ويمكن أن تساهم في الارتقاء الاجتماعي و تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، مؤكدا أن تجاوز هذا النقص الحاد لا يمكن ان يكون الا في إطار شراكة بين مختلف الفاعلين مجالس منتخبة، قطاعات حكومية، قطاع خاص و مجتمع مدني .

“عبد اللطيف الزهراني” رئيس مؤسسة التضامن الرياضي للطفولة والشباب بسطات، صرح بأنه فيما يتعلق بملاعب القرب بالمدينة تبقى شبه منعدمة باستثناء ملعبين اثنين مركز سوسيو ثقافي صنف f تابع للشبيبة والرياضة والثاني ملعب القرب “الفرح” شيد في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع جماعة سطات، خلال الولاية الانتدابية 2009 /2015.

ذات المتحدث، استنكر الطريقة التي تم بها تحويل الملعب إلى حي الفرح بعدما كان مصادق على أحداثه بحي ميمونة، كما استنكر قرار الترخيص لإحدى الجمعيات المكونة من أعضاء أغلبهم موظفين بالجماعة بتسييره، خلال الولاية الانتدابية 2015 /2021، معتبرا ان الامر يعد حيفا تجاه أبناء حي ميمونة، الذين باتوا مرغمون على أداء 10 دراهم للفرد من أجل إجراء مقابلة في كرة القدم بملعب القرب “الفرح”، و تحديد مبلغ مائة درهم للحصة الواحدة، وهو ما يبعد هذه المنشأة الرياضية عن غاياتها وأهدافها، متوعدا بمراسلة المجلس الجهوي للحسابات لافتحاص العائدات المالية المتحصل عنها من طرف الجمعية من سنة 2017 إلى حدود الساعة.

إن معضلة تدهور البنية التحتية الخاصة بالمرافق الرياضية والترفيهية، بمدينة تزخر بالعديد من المواهب الكروية، و خرق بعض الجمعيات لمذكرة وزارة الشباب والرياضة في مسماها القديم التي اجازت مجانية الاستفادة من المراكز الرياضية والملاعب سوسيو رياضية رياضية للقرب بما فيها المسابح المغطاة، يساءل الجهات المسؤولة على تدبير الشأن المحلي بسطات، عن مآل البرامج التنموية التي تم رفعها خلال الحملات الانتخابية أمام المواطنين، والتي جاء من بينها إنشاء ملاعب للقرب كمتنفسٍ لشباب سطات، على غرار ما تعرفه جل الجماعات والمدن المغربية.

وحتى نقرب متتبعينا و قراءنا الكرام من وجهة نظر الأغلبية المسيرة بمجلس جماعة سطات، كان حري بنا الاتصال برئيس المجلس الجماعي للمدينة لتوضيح بعض التساؤلات بشأن مسألة تدبير ملعب القرب بالمدينة حتى لا نقول ملاعب القرب، ما دامت المدينة لا توفر لساكنتها سوى ملعبا وحيدا من هذا الصنف لاغير، إلا أن مسعانا فشل في محاولته الأولى و الثانية بعدما ظل الهاتف يرن دون رد، فكان أن حاولنا الاتصال مجددا برئيس لجنة المرافق العمومية الذي فضل بدوره عدم الرد على اتصالاتنا به .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى