اللقاء الترابي حول المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة المغربية بمقر عمالة إقليم سطات

عبد العالي طاشة
تماشيا و المشاورات الوطنية التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حول المدرسة المغربية باعتبارها فضاء للتعلم والتعايش في ارتباط وثيق بالمستوى الترابي، و سعيا وراء ضمان انخراط الفاعلين الترابيين في إنجاح مشروع خارطة الطريق، واعتبارا لكون قضية التعليم تشكل صلب الرهانات التنموية بالمغرب، و تحت إشراف عامل إقليم سطات و بحضور المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة بسطات و الفاعلين المحليين و شركاء المدرسة المغربية، احتضنت عمالة إقليم سطات يومه الأربعاء 08 يونيو 2022 فعاليات اللقاء الترابي التشاوري بإقليم سطات بمقر العمالة.
و تمحورت أشغال اللقاء التشاوري الترابي حول موضوع “تعليم ذي جودة للجميع” الذي يحظى بأهمية بالغة باعتباره محطة تسعى الوزارة من خلالها إلى جعل الفاعلين المحليين يتفاعلون بطريقة نسقية حول الموضوع من جهة، وكذا إثارة واستقاء مختلف الأفكار و إبراز مقترحات ملموسة التي من شأنها مواكبة ودعم مدرسة الجودة، والتوافقات المحلية المطلوبة في فضاءات للنقاش البناء والمندمج، لتحقيق ذلك من جهة أخرى.
و قد تم خلال اللقاء التأكيد على الدور الهام الذي يضطلع به الفاعلين و شركاء المؤسسة المغربية، باعتبارهم فاعلا اساسيين في مواكبة الإصلاح، اعتبارا لمساهمتهم البناءة من أجل إغناء خارطة الطريق والعمل على تنزيلها.
و للتذكير فقد أطلقت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة، تحت شعار: “تعليم ذو جودة للجميع”، وَذَلِكَ قصد إرساء خارطة طريق تتضمن تدابير محددة وملموسة من أَجل بلوغ مدرسة الجودة والانفتاح وتكافؤ الفرص، حَيْتُ يطرح مشروع الأرضية لنقاشات ومداولات تمكن من إغنائه بمقترحات يساهم فيهَا الجميع.
وَقَد وضعت الوزارة مشروع خارطة الطريق الرامية إِلَى تنزيل الأوراش ذات الأولوية خِلَالَ الخمس سنوات المقبلة، تترجم خلاصة العديد من مسارات التشاور العمومي حول تجويد النظام التعليمي ببلادنا، وتضم ثلاث رافعات كبرى:
– تمكين التلميذ من التعلمات الأساسية وضمان شروط استكمال المسار التعليمي الإلزامي، تحفيز الأستاذ.
– الحرص عَلَى تكوينه وضمان مساهمته فِي تحقيق النجاح الدراسي للتلميذ.
– توفير مؤسسات تعليمية حديثة ومنفتحة وتعزيزها بفريق بيداغوجي يتحلى بروح المبادرة.
و تحرص المشاورات الوَطَنِية الموسعة لتجويد المدرسة العمومية، عَلَى مشاركة موسعة تتوخى مساهمة الشركاء الأساسيين للوزارة ومكونات المجتمع المدني والخبراء المهتمين بالشأن التربوي، إِلَى جانب مغاربة العالم، وَذَلِكَ فِي إِطَارِ دينامية وطنية جماعيةتعتمد عَلَى المقاربة التشاركية الموسعة، وتروم هَذِهِ المشاورات رصد الممارسات الفضلى والتجارب المبتكرة والأفكار المبدعة ذات الصلة بالشأن التربوي.
كَمَا اختارت الوزارة إطلاق هَذِهِ المشاورات بداية من المدرسة، بمشاركة فعلية للتلميذات والتلاميذ بسلك التَّعْلِيم الابتدائي، إِلَى جانب الإنصات المسؤول لمساهمة مختلف مكونات الجسم التربوي والآباء وجمعيات أولياء الأمور، انطلاقا من إيمان راسخ بِأَنَّ المحيط الداخلي للمدرسة هُوَ الأكثر احتكاكا برهانات التَّعْلِيم وَهُوَ الأكثر قربا من انشغالات وتحديات الممارسة اليومية.
وتعتمد هَذِهِ المشاورات عَلَى آليات متعددة للإشراك عَلَى المُسْتَوَى الوطني والمحلي، تتجلى فِي تنظيم ورشات الخيال الإبداعي والمجموعات البؤرية واللقاءات الترابية وتحفيز تنظيم الشركاء للورشات الحرة والندوات العلمية والموائد المستديرة، بالإِضَافَةِ إِلَى إطلاق بوابة إلكترونية “مدرستنا” لِتَوْسِيعِ دائرة المشاركة أَمَام كافة المواطنين.
وبناء عَلَيْهِ دَعَتْ الوزارة، بِهَذِهِ المناسبة، جميع الفعاليات الوَطَنِية من أطر إدارية وتربوية العاملة بالقطاع، وَكَذَا الشركاء والفعاليات المدنية وكافة مكونات المجتمع دَاخِل المَغْرِب وخارجه والمؤسسات سَوَاء بالقطاع العام أَوْ الخاص إِلَى المساهمة المسؤولة فِي هَذِهِ المشاورات الوَطَنِية مِنْ أَجْلِ بناء جماعي لمدرسة الغد، مدرسة عمومية ذات جودة لِجَمِيعِ المغاربة، كما تم التأكيد على أن من بين الأهداف الأساسية لورش الإصلاح إيقاف نزيف الهدر المدرسي والعمل على الرفع من جودة التعلمات.
وفي نفس السياق، فإنه يتم التنويه بالعملية الإصلاحية و نجاعة المقاربة التشاركية التي تنهجها الوزارة في تنزيل هذا الورش الإصلاحي، إلى جانب ذلك، انفتاح المخطط الإصلاحي على الأسر المغربية عبر إشراكها في العملية التربوية التعليمية وبناء جسور تواصل ناجع وبناء مع الأمهات والآباء، حرصا على المصلحة الفضلى للناشئة وإرساء لشروط ومواصفات مدرسة عصرية منفتحة ومتفتحة على محيطها الاجتماعي والاقتصادي.