عاشوراء بين معركة كربلاء و السنة الغراء

بقلم : سفيان ودادي
اعتاد المسلمون بطائفيته السنيين و الشيعيين الاحتفال بالعاشر من شهر محرم ،يشتركون في تسميته ،حيث يطلقون عليه اسم عاشوراء لكن تختلف طقوسهم في هذا اليوم بين الفرح و القرح فمنهم من يراه يوم نجى فيه الله موسى و منهم من يراه ذكرى مقتل الحسين فيجعلونه يوم حزن و اسى ، فأين يكمن هذا الخلاف السني الشيعي ؟
في هذا المقال سوف نتطرق الى ابرز هذه الاختلافات و الحوادث المتعلقة بهذا اليوم بالتفصيل ، و رأي الشريعة الاسلامية فيه.
عند السنيين او أهل السنة و الجماعة هو يوم احتفال و فرحة ، يمجدونه و يعظمونه ويقبلون على صيامه باعتباره سنة مستحبة عن النبي صلي الله عليه وسلم، حيث ورد عن السلف ان الرسول دخل المدينة فوجد اليهود يصومون هذا اليوم، فسأل عن السبب، فقيل له لأن الله أنجى فيه موسى عليه السلام من الغرق ، و هذا سبب ورود الحديث الاتي حيث قال صلى الله عليه وسلم “لو عشت إلى العام المقبل، لأصومن تاسوعاء وعاشوراء”،(حديث صحيح رواه البخاري )،لكي يخالف اليهود في صيامهم، ولهذا يحرص السنيون اشد الحرص على صيام التاسع والعاشر من شهر محرم في كل عام ،والمشهور عند أهل العلم أنه يكفر الصغائر فقط، أما الكبائر فلابد لها من توبة حيث قال النووي رحمه الله: ” يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر.
ننتقل الى الطائفة الشيعية ، فعاشوراء عندهم او العاشر من شهر محرم هو يوم للحزن و التعاسة و البكاء، لأنه يصادف اليوم الذي قُتل فيه الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في معركة كربلاء، بعد حصار دام ثلاثة أيام، مُنع خلالها هو وأهل بيته من الماء من قبل جيش يزيد بن معاوية ، طيب لكن ما سبب تمجيد الشيعة للامام الحسين دون الحسن وباقي ابناء علي ؟
قيل لأن الحسين تزوج امرأة فارسية إيرانية ابنة ملك كسرى (يزدجر) واسمها شاهزناه وذلك عندما أسر المسلمون بنات كسرى بعد سقوط الدولة الفارسية وقتل ملكهم الذي كان يسمى يزدجر ، اهدى الخليفة عمر رضي الله عنه إحدى بنات كسرى شاهزناه للحسين رضي الله عنه فتزوجها الحسين ولهذا الشيعة يقدسون الحسين والائمة لأن جميعهم من نسل شاهزناه الفارسية وهذا ما ذهب اليه الإمام ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية الجزء 9 حوادث سنة.
ففي هذا اليوم يقوم الشيعيون بزيارة لضريح الإمام الحسين وإضاءة الشموع فيه و عرض قصته داخل المجالس و تمثيل لحظة قتله ، و البعض الاخر يفضل لطم الخدود وضرب الرؤوس و الصدور و الاكتاف و الرفع من الصراخ والعويل، ناهيك عن تقطيع الأجساد بالآلات الحادة و اراقة الدماء .
فالشرع الحكيم انكر هذه الطقوس التي لا علاقة لها بالإسلام ، كما أنه لم يشرع لأمته أن تصنع شيئا من ذلك أو ما شابهه ، لموت عظيم ، أو فقد شهيد ، مهما كان قدره ومنزلته ، حيث استشهد في حياته صلى الله عليه وسلم عدد من كبار أصحابه الذين حزن لفقدهم ، ابرزهم عمه حمزة بن عبد المطلب ولم يفعل شيئا مما يفعله هؤلاء في يوم عاشوراء ، فالإسلام لا ينكر الحزن لان هذا من طبيعة البشر لكن ينكر هذه الأعمال الموروثة عن الجاهلية.
ختاما ، فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتل الحسين رضي الله عنه لأنه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضل بناته ، لكن لا داعي لما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنع ورياء.