كازا تيفي

ألم يحن الوقت للقطيعة مع ” هدية/ رشوة” الدورة الشرفية للحصول على رخصة السياقة..؟

مهدي وامو( صحافي متدرب)

من منا لم يسمع عن القصص التي تحدث عند إجتياز الإمتحان التطبيقي لرخصة السياقة ، حتى بات الجميع يقر على أنه من الواجب على المترشح لإجتياز الإمتحان التنازل عن 3 أوراق مفدار كل واحدة 100 درهم كـ” تدويرة” او بالأحرى دعونا نقول رشوة بطعم الهدية من منظور المتبنين لهذا الطرح، إلى أن أضحت من المسلمات لضمان النجاح.

رشوة (الدورة الشرفية) سيف مسلط على أعناق فئة عريضة من المرشحبن لاجتياز الامتحان التطبيقي لرخصة السياقة بمختلف أصنافها، بل أصبحت ملازمة في عرف الكثيرين لرسوم الرخصة، وحتى من يحسب نفسه من ” علية” القوم تعلما و تعليما يجد نفسه ضمن دائرة الراسبين فقط لأن مهندس هذه العملية الذي يجلس بجوار المترشح له من الطرق و الأساليب ما يجعلك تهوي إلى حافة ” السقوط/ الرسوب” أبيت ام كرهت.

المشكلة الأكبر هي أن هنالك من لا يستحق الحصول على هذه الرخصة ولكن نظرا لتقديمه مبلغا معينا ، ينالها بكل سهولة ضاربا بعرض الحائط جميع الحملات التي تقوم بها المملكة لمحاربة هذا النوع من الفساد مما يضعنا أمام تساؤل مهم، إلى أي مدى ستساهم هذه الظاهرة في تفاقم حوادث السير بالمغرب؟

فيلغة الأرقام، تتسبب حوادث السير في حوالي 3500 وفاة و 12 ألف إصابة خطيرة كمعدل سنوي، وهو ما يعادل 10 قتلى و 33 إصابة خطيرة يوميا.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتقليل عدد حوادث الطرق، لا يزال الوضع مقلقا، ففي شتنبر 2021 ، سجلت المملكة 10 آلاف و28 حادث سير على المستوى الوطني، بزيادة 18.6 في المائة مقارنة بنفس الشهر من سنة 2020، و 13.8 في المائة مقارنة بشتنبر 2019، وفقا لمعطيات الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا).

من الصعب أن تتقبل فكرة موت قريب لك بسبب حادثة سير تسبب فيها شخص مستهتر، طبعا ستطرح السؤال كيف يحصل أي شخص على رخصة السياقة وهو لا يتقنها ؟ الإجابة حتما ستكون (بسبب الرشوة).

على المسؤولين إيجاد سبل و صيغ ملائمة للحد من هذه الظاهرة الخبيثة داخل المجتمع ، ولن نجد أفضل من الاعتماد على التكنولوجيا في هذا المجال، بعدما أثبت العنصر البشري فشله و ولاءه لبعض الظواهر المشينة و لو على حساب حياة آخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى