كازا تيفي

الهاربان بسطات…تحالف قوي بايديولوجيا ضعيفة

عبد العالي طاشة
” قيل أن الجماعة كالسفينة، تحتاج إلى ربان ماهر يقودها إلى برِّ الأمان، فقلنا كيف إذا كانت هذه الجماعة هي سطات؟؟؟”

من منا لم يشاهد سيتكوم الهاربان الذي يعد من أنجح الأعمال الكوميدية التي عرضت على شاشة القناة الأولى سنة 2001، والذي لاقى إعجابا كبيرا من قبل الجمهور، وكان العمل من بطولة الممثل عبد الخالق فهيد، و المرحوم نور الدين البكر، محمد الخياري وغيرهم من الممثلين، حيث تدور اطواره حول رحلة على مثن القطار، للهروب من غياهب القرية في اتجاه أضواء المدينة، يلتقي فيها “بوشتى وبوكطاية” بأفراد عصابة يحملون حقيبة مليئة بالدولارات، و عند وصول القطار إلى المحطة ونزول الركاب، اختلطت حقيبة بوشتى وبوكطاية بحقيبة العصابة، وبسبب ذلك سيقع بوشتى وبوكطاية في العديد من المتاعب والمغامرات الكوميدية وذلك عندما يصبحان هاربان بحقيبة الدولارات من الشرطة و العصابة.

سيتكوم الهاربان هو نسخة طبقة للاصل لما يقع وسط أغلبية جماعة سطات، حيث بعد السفر إلى المنفى من مدينة إلى أخرى غداة تشكيل التحالف الذي أسفر في النهاية عن تسع أحزاب لقيادة سفينة المدينة و إخراجها إلى بر الأمان، إذ سرعان ما تغيرت الرؤى والتخطيطات القبلية، حيث اختلطت حقيبة المصلحى الفضلى بحقيبة الجيب لدى الهاربان، وبدأ عداد ساعة “انا ومن بعدي الطوفان” في الدوران، مما بات يثير الشكوك حول نواياهم داخل مكتب أغلبية سطات حول ما إذا كانا يسعيان حسب ما يشاع إلى فرض ضغوطات على الرئيس وباقي مكونات الأغلبية من الداخل لغرض الزعزعة.

و بالرجوع إلى تفاصيل الواقعة، فمنذ بداية الحوارات و السفريات المجهولة بغية تشكيل مجلس جماعة سطات، وهناك مجموعة من الاشاعات التي تقول بأن هناك أزمة قادمة في تسيير دواليب الجماعة، أي منذ البداية والاختلاف بين مجموعة من الأعضاء هو سيد الموقف وإن كان مبطن وغير باد للعيان، فإنها كانت مسألة وقت لا غير، خصوصا وما باتت تشهده الدورات من عمليات الدفع والتدافع من هنا ومن هناك، لتصبح أغلبية مجلس جماعة سطات على صعيد الإقليم من بين الاغلبيات غير المنسجمة، علما ان الرئيس وفي مبادرة حميدة تحسب له فوض لسبع نواب مهامه، بمعنى ان كل نائب من النواب السبعة هو رئيس على قطاعه.

إن المتتبع للشأن المحلي بسطات يلاحظ بجلاء الغموض الذي يغطي مستقبل مجلس الجماعة بفعل ما وصلت إليه بعض مكونات الاغلبية التي ترى من وجهة نظرها أن القطيعة وعدم التواصل والحوار هو سيد الموقف (شد ليا نقطع ليك) وهو ما أجج الوضع وجعل من التصدعات وعدم الانسجام التي تعرفها الأغلبية المشكلة للمجلس العنوان البارز داخل المدينة، خصوصا و الوضع السائد في المجلس منذ تشكيل هياكله، بسبب الصراع السياسي القائم بين الرئيس ونائبين له.

وفي ظل الصمت المستمر لمكونات الأغلبية تجاه مطالب الرأي العام في مواقع التواصل من خلال معرفة كواليس مسلسل جماعة سطات، وما يُشاع…ناهيك عن ما بات مؤخرا يدور علانية وأمام مرأي و مسمع الجميع سيما و الانفلات في الجلسة الأولى والثانية لدورة أكتوبر 2022، وما اثاره من موجة غضب بين أعضاء من داخل الاغلبية بالجماعة، يستدعي تدخل الجهات المختصة لرأب الصدع وعقد اجتماع طارئ مع مكونات الاغلبية للحد من الصراعات التي ستؤثر على السير العادي للجماعة، و تساهم لا محالة في تعطيل مجموعة من الملفات التدبيرية والمشاريع التي من شأنها الدفع بالجماعة إلى مسايرة التنمية بالمدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى