عبد العالي طاشة
تحولت جل شوارع وأزقة مدينة سطات، في الآونة لأخيرة، إلى حفر خطيرة، حولت معها حياة المواطنين وزوار المدينة وكذا سائقي السيارات والشاحنات والدرجات بمجموع تراب المدينة إلى ساعات من الجحيم الحقيقي كلما دخلوا مع هذا الجيش العرمرم للحفر وجها لوجه في حرب” السكيفاج” والمراواغات المباغتة التي أصابتهم بكوابيس خليعة اشبه ما يكون ب”شي واحد ضربو حمار الليل” حيث باتوا يشعرون معها بأنهم في شبه جماعة قروية نائية وليس في مدينة هي “عاصمة الشاوية ورديغة سابقا” وإحدى اكبر وأهم الحواضر على مستوى جهة الدارالبيضاء سطات .
وضعية الشوارع والأزقة والطرقات بمدينة سطات يندى لها الجبين و يتأسف لها الزائر قبل سكان المدينة، فتناسل الحفر هنا وهناك بمقاسات وأحجام متفاوتة حسب الطلب والحاجة وكأنها أثار لاقدام ديناصورات مرت من هنا، تشبه كثيرا شوارع وأزقة مدن سوريا التي دمرتها الحرب، حيث باتت تصطاد السيارات وتسبب في بعض الاحيان العديد من المشاكل في اطارات وسائل المواصلات، وقد تؤدي الى وقوع حوادث في حالة تفاجأ بعض قائدي السيارات بها من غير سكان المدينة التي أضحى حالها مؤسفا للغاية، نتيجة وضع غير طبيعي على كافة المستويات جعلتها (سطات) تعيش وضعا اقتصاديا وبنيويا مترديا قابلا للانفجار في أي وقت، سيما وما تعرفه من تدهور ملموس على جميع الأصعدة.
وفي سياق الموضوع، فزائر المدينة ومن خلال جولة سريعة وبسيطة يكتشف منذ الوهلة الأولى الوضعية المحرجة التي آلت إليها هذه المدينة التي كان يضرب بها المثل، المدينة التي تكالبت عليها فئات كانوا بالأمس من ثدييها يرضعون وفي حضنها يختبؤون، وها هي اليوم تعلن بصريح العبارة دون الرجوع إلى تقنية الفار، أن مختلف من تعاقب على تدبير شؤونها إلا من رحم ربي، حملوا مناديل الانهزام البيضاء ولوحوا لمن صوتوا لهم انهم فشلوا في تحقيق وعودهم الانتخابية، ولعل قضية الحفر خير دليل.
هذا، وفي المدينة التي أينما وليت وجهك تجد ما يقلق راحتك ويثير سخطك في ظل الحالة الكارثية بسبب مجموعة من المشاكل التي تتخبط فيها المدينة التي ألفت الوضع وألفت الصبر، نشر عدد من نشطاء “الفيسبوك” صورا لمجموعة الحفر ببعض شوارع وازقة عاصمة الشاوية، معبرين عن استيائهم وتذمرهم من غياب الاهتمام بحاجيات ومطالب الساكنة، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة إيجاد حل (ترقيعي) لهاته الأزمة.