الحي الحسني…منذ سنوات وساكنة تجزئة بلاد شامة بالحاج فاتح يشتكون من الباعة الجائلين وسط صمت السلطات المعنية

محمد العزري
لايزال سكان تجزئة بلاد شامة الحاج فاتح بتراب عمالة مقاطعة الحي الحسني بالدارالبيضاء، ينتظرون تدخل الجهات المعنية لتخليصهم من وقع/ تداعيات ” هجوم” الباعة الجائلين بعدد من أزقة الحي، خاصة الزقاق الممتد من مسجد الحاج فاتخ إلى منطقة الزوبير وما يُخلفه الباعة على اختلاف سلعهم و منتوجاتهم ثم الوسائل التي يعرضون عليها سلعهم من مشاكل للساكنة على أكثر من صعيد.
وحسب ما جاء في مضمون شكاية( نتوفر على نسخة منها) كان قد تقدم بها عدد من السكان لرئيس دائرة ليساسفة بتاريخ 5 يوليوز 2020، يطالبون من خلالها المسؤول المذكور بتوجيه تعليماته الصارمة بشأن الوضعية المزرية التي أصبح المتضررون من السكان يعيشونها “جراء ترويج المخدرات بكافة أنواعها، وتردد أبناء حي ليساسفة لأزقة هذا الحي بمجموعات أصبح معها سكان الحي يرهبون ما يقع بها ”
وأضاف المشتكون « أن ما أفاض غضب الساكنة هو هجوم الباعة المتجولين بأزقة الحي الى حد شل حركة المرور ، وكأن الأمر يخرج من ساحة المغرب النافع …».
وأردف الموقعون للشكاية الموجهة لرئيس دائرة ليساسفة حينها « أن سكان الحي لم يلجأوا اليكم الا بعد نفاذ جل الشكايات لرفع الحيف والتدخل السريع، لما أصبحت تعيشه زنقة بلاد شامة خاصة وحي الحاج فاتح عامة ، من جراء هذه التصرفات المشيئة للأخلاق العامة وأن العارضين من باب تحصیل حاصل انجزوا محضر معاينة يجسد الوصف الظاهر لهذه الأوضاع بتفصيل، وان ما خفي أعظم ».
وتجدر الإشارة، إلى أنه رغم مرور نحو ثلاث سنوات على وضعهم لعدد من الشكايات كان آخرها تلك الموضوعة بمكتب السيد الوالي، لا يزال الوضع على ماهو عليه، بل تضاعف عدد الباعة و معهم معاناة الساكنة ممن باتوا يرغبون في تغيير مساكنهم وبيع شققهم تفاديا لهذا الإزعاج و المعاناة اليومية المتكررة على كافة الأصعدة.
هذا، وسبق للمشتكين أن استعانوا بمفوض قضائي لمعاينة حجم المعاناة اليومية للسكان والتي أشار إليها في محضر ( نتوفر على نسخة منه)، مشيرا إلى وقوفه بعين المكان على مجموعة من الخروقات من قبيلحالة الضوضاء و الضجيج الذي يخلقه الباعة المتجولين من خلال هتافاتهم علاوة على استعانتهن أحيانا ببعض مكبرات الصوت في ترويج سلعهم.
كما أشار محضر المفوض القضائي إلى إغلاق الطريق على أصحاب الدرجات والسيارات من الساكنة، واستحالة وصولهم إلى مقرات سكناهم ثم تعذراستعمال الرصيف من طرف الراجلين ، و ان تواجد هؤلاء الباعة يستمر إلى ما بعد ساعة المغرب.
وضمّن المحضر أنه حينما يتفرق الباعة المتجولين يتركون مجموعة من الازبال و النفايات بالاضافة الى ترك فضلات الحيوانات التي تجر العربات، مضيفا انه « على طول الزنقة 22 حي الزوبير الرابطة بين مسجد الزوبير و مسجد الحاج فاتح يتجمع بها الباعة المتجولين منهم من يستعمل العربات المجرورة بالدواب ومنهم من يستعمل الدراجات الثلاثية العجلات ومنهم من يستغل سيارته الخاصة المرقمة بالمغرب كمتجر متنقل، يعرض فيها السلع و البضائع، و منهم من يعرض سلعه وبضائعه بالأرض، وإنهم يخلقون اكتضاضا بهذه الزنقة، وان هذا الاكتضاض يعرف دروته ما بعد العصر».
وأمام هذه المعاناة يطالب سكان تجزئة “بلاد شامة” بمنطقة الحاج فاتح بضرورة تفعيل مسطرة تحرير الملك العمومي بالمنطقة و تخليصهم من الإزعاج المستمر، علما أنهم سلكوا جميع الطرق القانونية التي يخولها لهم القانون قصد تحصيل حق من حقوقهم الأساسبة و هو الإحساس بالأمن و الأمان داخل و خارج منازلهم و عدم حرمانهم من التنقل بكل حرية على طول هذا الزقاق ( 22) وعدد من الأزقة المتفرعة عنه .
وتجدر الإشارة، إلى أن المشتكين لم يكتفوا بتوجيه رسالة / شكاية لباشا دائرة ليساسفة فقط، و إنما اضطروا أمام عدم التفاعل الإيجابي حد وصفهم للسلطات المحلية ( في شخص باشا المنطقة) إلى مراسلة ممثلة صاحب الجلالة السيدة عامل عمالة مقاطعة الحي الحسني عن طريق مفوض قضائي، ولكن دون نتيجة، ليلجأوا بعدها للسيد والي ولاية جهة الدارالبيضاء سطات، إلا أن المشكل ظل عَصِيا عن الحل و لم تحرك أي جهة من الجهات المعنية هذا الملف.
وأمام عدم تفاعل الجهات المعنية من سلطات محلية في شخص قائد المنطقة و باشا منطقة ليساسفة ثم السيدة العامل و والي الجهة، يؤكد المشتكون أنهم سيضطرون لمراسلة وزارة الداخلية حول الموضوع، و إن تعذر حلحلة الإشكالية، سيراسلون الديوان الملكي في هذا الشأن و يحيطونه بتبعات الموضوع من ألفه إلى يائه .