
محمد العزري
باتت وضعية الطريق الإقليمية رقم 3601 الرابطة بين مركز جماعة أولاد سعيد و جماعة خميسات الشاوية بتراب عمالة إقليم سطات، تطرح أكثر من سؤال بشأن تفعيل دور المراقبة على مستوى هذا المقطع، فيما يخص مدى احترام الأوزان القانونية بالنسبة لعدد من الشاحنات المستعملة لهذا المسار، خاصة تلك التي تؤمن الربط بين أحد المقالع الحجرية بالمنطقة و مكان التفريغ مرورا عبر الطريق المذكور .
وكانت مصالح وزارة التجهيز و النقل و اللوجستيك و الماء قد برمجت في السنوات الأخيرة عملية إصلاح للطريق المعنية ( 3601) ضمن مشاريعها التي تدخل في إطار تقليص الفوارق بالعالم القروي، إلا أن الأمر لم ستطع الصمود لوقت طويل بفضل الاستغلال الجائر من لدن بعض الشاحنات ذات الوزن الثقيل، خلافا للمسموح به ( 14 طنا ) كحد أقصى، و التي كانت تتضمنها بعض العلامات التشويرية خصوصا عند المدخل الجنوب شرقي لمركز اولاد سعيد في اتجاه خميسات الشاوية، قبل أن يجري طلاءها عمدا بالصباغة لإخفاء الوزن المحدد كحد أقصى(14 طن)، وهو المعطى الذي نبهت له جمعية اولاد سعيد الشاوية ورديغة للتنمية، في مضمون شكابة لها مؤرخة بتاريخ (8 مارس 2023م) لدى كل من مصلحة التجهيز بسطات و القائد الجهوي للدرك الملكي ثم قيادة اولاد سعيد و المركز الترابي لدرك أولاد سعيد .
وحسب ما أكدته مصادر الجريدة، فإن تخريب علامات التشوير التي تشير لنوعية وسائل النقل المسموح باستعمالها لهذا الطريق قياسا لوزنها، طال كذلك إحدى علامات التشوير التي كانت متبثة عند مدخل جماعة خميسات الشاوية في اتجاه مركز “اولاد سعيد”، وذلك بحزِّها/ قطعها من الطرف العلوي ليتركوا فقط الدعامة الحديدية لوحدها كي تظل شاهدة على هذا العمل الإجرامي، الذي وصفته مصادرنا بالمُتعمّد، دون أن تستبعد إمكانية وقوف بعض أصحاب الشاحنات ذات الوزن الثقيل ممن تحمل يوميا عشرات الأطنان ( تفوق 50 طنا) من المواد الحجرية من إحدى المقالع جنوب اولاد سعيد في اتجاه الجديدة ( وقوفها) وراء ذلك، قبل نقلها عبر الطرق 3601 صوب إحدى المشاريع المفتوحة غير بعيد من خميسات الشاوية.
اليوم، وأخذًا بعين الاعتبار الأهمية البالغة التي تكتسيها الطريق الاقليمية رقم 3601 بالنسبة لساكنة الجماعتين القرويتين سواء “أولاد سعيد” أو “خميسات الشاوية” في تنقلاتهم اليومية لقضاء أغراضهم المهنية و الإدارية، فإنهم باتوا ينبهون للوضعية المزرية لهذه الطريق بفعل تصدع أرضيتها الإسفلتية و تآكل جوانبها، ما انعكس سلبا على حركة المرور به، بل أصبحت تشكل خطرا محدقا بمستعمليها ، في ظل الاستغلال الجائر لشاحنات أغلبها لمستثمرين خواص يجنون عشرات الآلاف من الدراهم على حساب خزينة البلاد، علما أن إصلاح أي طريق يكلف المملكة أموالا طائلة، هي حاجة ماسة لاستثمارها في قطاعات ثانية تعود بالنفع على الوطن.
وبالعودة لمضمون شكاية جمعية ” أولاد سعيد الشاوية ورديغة للتنمية” ، في هذا الصدد، و في إطار المرافعات الممنوحة للمجتمع المدني، قامت هذه الأخيرة بتوجيه شكاية في الموضوع إلى عدد من المصالح المتدخلة من قبيل ( المدير الإقليمي لوزارة التجهيز و النقل و اللوجستيك و الماء، القيادة الجهوية للدرك الملكي بسطات، قائد قيادة اولاد سعيد ، قائد المركز القضائي للدرك الملكي بأولاد سعيد )، وذلك بهدف اتخاذ ما يلزم من إجراءات عملية كل حسب المهام الموكولة إليه، حفاظا على هذا المرفق الحيوي و حماية له من الاستغلال اللاقانوني من بعض أصحاب الشاحنات ذات الأوزان الثقيلة، علما أن هناك بعض المنشئات الفنية(قناطر صغيرة) المتواجدة على طول المقطع الطرقي باتت مهددة بالانهيار بسبب ما ذكر سلفا.
هذا، وقد تلقت الجمعية وعودا من طرف بعض المصالح المتدخلة من أجل وضع حد لهذا الاستغلال ” السافر” للطريق الاقليمية 3601، و إعادة تتبيث بعض علامات التشوير التي تشير للأوزان المسموح بها على طول المقطع من مركز اولاد سعيد إلى جماعة ” خميسات الشاوية ” و العكس، في انتظار تفعيل ذلك على أرض الواقع مع ضرورة قيام عناصر الدرك الملكي بمركز أولاد سعيد بتحرير مخالفات في حق كل من تبث عدم احترامه للوزن القانوني على مستوى الطريق المذكور و اتخاذ المتعين في حقه.