الرياضةكازا تيفي

رسالة من محب إلى سعيد الناصيري رئيس فريق الوداد الرياضي

كازابلانكا الآن
وجه الكاتب الروائي والمحامي ” محمد الشمسي” رسالة للسيد سعيد الناصيري رئيس نادي الوداد الرياضي لكرة القدم، حاول من خلالها تسليط الضوء على وضعية الفريق و بعض الأسباب المحيطة بهزيمة أول أمس الأحد أمام الأهلي المصري في مباراة إياب نهائي عصبة الأبطال الأفريقية ، دون أن ينسى الإشادة بما بذلته إدارة الفريق طيلة السنوات الأخيرة من مجهودات كبيرة.
وفيما يلي رسالة الأستاذ محمد الشمسي:

لقد تابعنا جميعا وتابعت معنا كما أظهرتك عدسات الكاميرا فريق وداد الأمة يفشل في الظفر بكأس عصبة الأبطال الإفريقية، وإنني إذ أشكرك وأحييك على جهدك وعملك في خلق فريق تنافسي يوقع على مواسم رياضية كبيرة في مختلف البطولات في الخمس أو الست سنين الأخيرة، أدعوك بعين محب لا بعين تقني، إلى الإمعان في ملاحظاتي التالية:

1/ لقد اكتسبنا كوداديبن مع النتائج المبهرة لفريق الوداد البيضاوي العريق ثقافة الفوز مثلما اكتسبنا ثقافة تقبل الهزيمة، وهذا أبسط شروط الروح الرياضية، فالفريق الذي يؤمن فقط بالفوز لم يخلق بعد، لذلك نهنئ فريق الأهلي تهنئة من القلب.

2/ لقد عاينا منذ بداية الموسم الرياضي الحالي أنك لم تتوفق في نوعية الانتدابات، فالفريق يملك اكتفاء ذاتيا في الدفاع فقط، أما وسط الميدان سواء الدفاعي أو الهجومي فهو غير فعال بما يليق بفريق ينافس على كل الواجهات، كما أن الفريق يفتقد لقائد وصانع ألعاب يمكنه أن يعيد تشغيل آلة الفريق في الشدة، كما لا يملك الفريق رأس حربة ناجع ومنتج، فالمهاجم السينغالي إن سجل مقابلة صام مقابلات، وهو يبقى معزولا في غياب صانع الألعاب ثم هو لا يملك له بديلا على كرسي الاحتياط.
3/ إن فريقا في حجم ومكانة وداد الأمة يجب أن يتوفر على تشكيلتين قويتين أيهما دخلت للملعب حققت الغاية، لكننا لاحظنا أن كرسي الاحتياط فقير الى حد أنه شبه خال من كل لاعب قادر على تحقيق الفرق ، ومليء بلاعبين يرهقون مالية الفريق بلا جدوى.
4/ إن ما يؤكد هشاشة التركيبة البشرية للوداد البيضاوي لهذا الموسم، هو تعاقب أربعة مدربين على الفريق دون إحداث النتيجة المرجوة، لذلك هناك لاعبون لم يعد لديهم ما يعطونه للفريق لأسباب شتى، والواجب يقتضي تسريحهم بعد شكرهم طبعا.

5/ إن تغيير أربعة المدربين في الموسم الرياضي الواحد يدل على الاضطراب التردد وعدم الثقة من جانبك كرئيس ومن جانب مستشاريك، فالفريق لم يستفد من تلك التغييرات ومن تلك المدارس التي توالت عليه ولو لمدد قصيرة، فبالكاد تأهل الفريق بالتعادل أو ضربات الجزاء، وها هو يضيع الكأس بتعادل داخل الميدان.

6/ إن كل هذه الملاحظات والمؤاخذات هي التي سيتم بها الفريق موسمه في البطولة وكأس العرش، ونأمل أن يشكل فقدان العصبة الإفريقية صعقة كهربائية لبعض اللاعبين لعلهم يسترجعون مستوياتهم التي أضاعوها دون مبرر، كما نأمل أن يتوقف نزيف الأخطاء القاتلة في الدفاع كما في الهجوم، فقد أضعنا العصبة بخطأ تلقينا على إثره الهدف الثاني في القاهرة، كما أضعنا فرصة لا يضيعها لاعب محترف وهو يستفرد بالحارس، فنحن لا نطلب مستحيلا بعد فقدان العصبة، فقط نريد مجهودا يليق بقميص الفريق.

7/ وأخيرا فإنني لا أبخس الناس جهدهم، فأنت ستبقى أنجح رئيس حقق معه الفريق ألقابا قارية ووطنية، وليس لأننا أضعنا العصبة ننكر جميل جهدك وكبير عملك، وندرك أنك حزين شأنك شأن كل اللاعبين والطاقم وكل الوداديين، ومتيقنون أن الوداد يتعب لكنه لا يستسلم، وننتظر منك ثورة في الفريق تبعد عنه من لم يعد في جعبته ما يعطي، وتنتدب مواهب نكسب بها عصبة الأبطال الإفريقية السنة المقبلة.
مودتي السيد الرئيس …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى