مديونة

لقاءٌ توعوي بمرض داء السل بجماعة مديونة

جمال بوالحق/ مديونة

احتضنت قاعة الاجتماعات بجماعة مديونة يوم الخميس 15 يونيو الجاري( 2023) فصول لقاء توعوي خاص بمرض السل، موجه لفائدة مستشاري المنطقة بإيعاز من السلطات الاقليمية. وقد نشط فعاليات هذا اللقاء، أطباء مختصون منضوون تحت مسمّى جمعية الإنقاذ من السل والأمراض التنفسية، خصّصوا برنامج عملهم؛ لتعزيز الوقاية من داء السل وتحسيس المرضى بأهمية العلاج والحرص على تحقيقه .

وقد افتتح فعاليات هذا اليوم الطبي التحسيسي، رئيس الجماعة الذي أشار في مستهل تدخله، على أنّ هذا اللقاء موجه لمستشاري جماعة مديونة؛ للمساهمة في توعية السكان وتحسيسهم بأهمية العلاج والسعي إليه، مشيرا في ذات السياق على أنّ توعية المستشارين، هو ضمنيا توعية للسكان، على اعتبار أن المنتخبين هُم صلة وصل بين السكان والجماعة والذي أكدّ عليهم بأن يُوصلوا معلومة مفادها أنّ هناك علاج وعلى السكان الانفتاح على مراكز العلاج .

وأشار ممثل عن الجمعية المنظمة لمختلف الأنشطة التي تمّ تنظيمها فوق تراب الاقليم والتي انفتحت على محيط العديد من المؤسسات التعليمية في إطار الصحة المدرسية وتوعية التلاميذ بأهمية النظافة لتربية النشء وهو مشبع بثقافة الوقاية من الأمراض.

أمّا مداخلة الدكتورة لطيفة العبودي، فقد تمحور موضوعها حول داء السل- الحالة الوبائية- الأعراض- الوقاية- العلاج، حيث عرّفت بهذا المرض، معتبرة إيّاه بالمرض المعدي الذي يٌصيب الرئتين عن طريق الهواء والتنفس عبر ميكروب يحمله المريض بالسل الرئوي، معتبرة أنّ أعراضه تتمثل في السعال وبصق الدم والشعور بالعياء والنقص في الوزن وفقدان الشهية، ومشيرة على أنّ العلاج متوفر بالمجان وحدّدت مدته في الستة أشهر، شريطة الاستمرار في أخذ الادوية اللازمة ونيل الراحة الكافية المصحوبة بتناول غداء متوازن .
وتحدثت الدكتورة ليلى صبير عن أهداف الجمعية المنظمة لفعاليات هذا اللقاء مشيرة لأهمية محاربة التدخين بكل أشكاله وأنواعه؛ باعتباره أحد المسببات الرئيسية في الاصابة بهذا المرض واصفة هذا المرض بأنّه ليس بالمرض الخطير وبأنّه يمكن احتواؤه والشفاء منه إذا توفرت الوقاية والعلاج الضروريين .

وسردت أثناء حديثها عن معطيات متعلقة بهذا المرض، مؤكدة على أنّ نسبة الاستشارات الطبية الخاصة بالجهاز التنفسي في المغرب تشكل 40% في المائة من مجمل الاستشارات الطبية مع وجود نسبة 15 % من الأمراض التنفسية المزمنة من مجموع الاستشارات التي تتعلق بالجهاز التنفسي والتي تخصّ مرضى الربو وداء السل والأمراض المتعلقة بالتدخين مشيرة على أنّ وضعية هذا المرض مازالت وبائية في بلادنا وعدد المصابين بداء السل يناهز 30.000حالة جديدة سنويا. وأكدت على أهمية المقاربات التشاركية في محاربة هذا الداء الذي يؤثر عمليا على اقتصاد البلاد.

أما الدكتورة إيمان الحلوي باعتبارها طبية مختصة في هذا المرض بالمركز الصحي المتواجد بعمران الهراويين، فقد تحدثت عن المجهودات المبذولة في محاربة هذا الوباء بإقليم مديونة مشيرة لوجود حالات محدّدة مصابة بداء السل في كل من العمران ودوار المديوني وسيدي مسعود وغيرها .

أمّا مختلف النقاشات التي تلت هذه المداخلات، فقد خلٌصت إلى أهمية المجهودات المبذولة من طرف جمعية الانقاذ من السل والأمراض التنفسية ودعت إلى ضرورة تضافر الجهود وانخراط الجميع في هذه العملية؛ للتحسيس بأهمية العلاج ومحاربة مختلف الأشكال المؤدية إلى الاصابة بهذا المرض خصوصا في ظل وجود ملوثات حادّة في المنطقة بمجاليها الحضري والقروي متمثلة في عصارة الأزبال المتسربة من المزبلة التي أساءت إلى الفرشة المائية وأصابت الانسان في المنطقة بعدّة أمراض مرتبطة أساسا بالجهاز التنفسي والرئة، علاوة عن وجود مساكن غير مرتبطة بشبكة التطهير السائل وسط تجمعات آهلة بالسكان.
هذا، دون نسيان وجود فئة عريضة من الشباب وغيرهم يتعاطون بنهم شديد لمختلف أنواع المخدرات التي يتم ترويجها في المنطقة في أسواق فاقت شهرتها الآفاق..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى