جمعية “الشعلة” تنهي مرحلتها التخييمية الثانية بمخيم ” راس الما”
محمد العزري
أنهت جمعية الشعلة للتربية و الثقافة يومه السبت 30 يوليوز 2023، المرحلة الثانية من مخيمها الوطني المنظم هذه السنة تحت شعار ” المخيم فضاء للتربية على المواطنة و العيش المشترك”، المستمر حاليا في مرحلته الثالثة بعدد من النقط التخييمية.
وعرفت المرحلة الثانية المنظمة بالمخيم الجبلي ” راس الما ” بإقليم إفران بشراكة مع وزارة الشباب و الثقافة و التواصل( قطاع الشباب) و الجامعة الوطنية للتخييم( عرفت) مشاركة 124 تلميذا و تلميذة و 21 مؤطرا ينتمون لعدد من فروع جمعية الشعلة للتربية و الثقافة التي يرأس مكتبها الوطني السيد “سعيد العزوزي”، ويتعلق الأمر بكل من فرعي الحي المحمدي و عين الشق بالنسبة لمدينة الدارالبيضاء، بالإضافة إلى ” وجدة ” ثم ” الرباط- حسان ” و “تطوان.
وفي تصريح خص به الجريدة، أوضح أحد أعضاء الجمعية وهو بالمناسبة واحد من الأطر التي رافقت المشاركين في رحلتهم التخييمية هاته، أن مرحلة ” راس الما” بالنسبة لهم داخل فرع الحي المحمدي بجمعية الشعلة كانت ” متفردة” فيما يخص تأطير الاطفال و الشباب المشاركين بهذه المرحلة.
ولخّص ذات المصدر، تميُّز المرحلة في اهتمامهم إضافة إلى ما ضمه البرنامج القار للمرحلة و برنامجها العام خلافا للمعمول به( اهتمامهم) بالجانب النفسي للأطفال على وجه الخصوص ، عن طريق تشكيل خلايا للاستماع، عُهد إليها سبر أغوار نفسية الصغار و خلق نوع من المصالحة مع الذات قبل اندماجهم مع محيطهم الجديد وهو ما تكلّل بالنجاح يضيف محدثنا، حيث استطعنا خلق قناة تواصلية مع المشاركين و بالتالي هدم الحواجز التي تقف في وجه تقوية البنية النفسية للصغار .
من جانبه، أوضح أحد المؤطرين بالجمعية، أن عمله كإطار بإحدى مديريات التعليم ضمن خلية للاستماع ساعده في بناء نوع من الثقة داخل نفوس الصغار، مع المراهنة على الانعكاس الإيجابي لهذا التحول في علاقتهم بمحيطهم الأسري، وهو ما لمسه عدد من الآباء و الأمهات ، حيث تلقت الجمعية مجموعة من الإشادات من هؤلاء، منهم حالة لطفل لم يصدق والده التغيير الإيجابي الحاصل على مستوى تصرفات ابنه نحو الأحسن يقول مصدرنا.
و واصل ذات المؤطر حديثه عن المرحلة الثانية بمخيم ” راس الما” قائلا:« لم يكن هدفنا البتة المراهنة على إنجاح برنامج / أنشطة الجمعية و تسويقها بقدر ما كان تربويا محضا، خاصة ما له علاقة بالبنية النفسية للطفل او الشاب اليافع، لذلك تبنينا هذه البادرة».
و واصل عضو مكتب الجمعية حديثه للجريدة بالقول أن ما يزيد من نبل هذه البادرة و تفرد هذه المرحلة و تميزها هو انعكاسها الآني على نفسبة ” الوليدات”، وهو ما نعتبره استثمار في الجوهر و المضمون بعيدا عن الشكليات، وأن هذا الأمر/ التحول لا يظهر للعيان من عامة الناس و إنما يهم نفسية الطفل / اليافع و تشعر به الأسرة .
أما بخصوص الأنشطة التي استفاد منها المشاركون بهذه المرحلة التي امتدت على مدى 12 يوما فقد تنوعت و توزعت بين عدد من الورشات و الفقرات المهمة ( مسرح، غناء، انشودة، رسم، أعمال يدوية، مسابقات، مهارات…)، إضافة إلى كل ما ينمي روح التعاون و الاعتماد على النفس لدى المشاركين، و تقدير و تثمين ما كان بحوزتهم وتحت تصرفهم وسط أسرهم ولم يعد متوفرا ساعتها بالمخيم.
عموما، تلعب المخيمات الصيفية دورا هاما في تنمية الطفل، فالنشاطات المنهجية التي يشرف عليها طاقم متدرب ومؤهل يلعب دور كبير في تنمية مواهب الأطفال من خلال العمل على تنمية الروح الاجتماعية للأطفال المشاركين، وتوسيع مداركهم الفكرية والعقلية كما تساهم في غرس الكثير من القيم الأخلاقية والاجتماعية ونشر روح العمل التعاوني الاجتماعي بين الأطفال، وتساعدهم في تعزيز التنشئة الاجتماعية لهم، و صقل شخصية الطفل.
كما أن المخيمات التربوية ليست بعيدة بأهدافها وبسياساتها عن أهداف المدرسة والأسرة، بحيث تعمل كل واحدة على تحقيق هدف استراتيجي، ألا وهو تنمية شخصية الطفل وخلق مواطن صالح لخدمة بلاده بالجدية اللازمة .
وتجدر الإشارة، أن المخيم الجبلي لـ”رأس الماء” المتواجد على بعد 6 كيلومترات من مدينة إفران، يمتد على مساحة تقدر بنحو 96 هكتارا، في منطقة تعلو على سطح البحر ب 1600 متر. ويتميز هذا الفضاء بجاذبية وسحر طبيعته وتنوع مناظره الجبلية ما ينعكس بشكل جلي على نفسية الأطفال و الشباب ، ما يجعل منه فضاء مساهما في التنشئة الاجتماعية للمستفيدين .