هشام الحلاوي : ملحمة الانتصار تجربة فنية رائدة
بشراكة مع المندوبية الجهوية للثقافة بجهة الدار البيضاء – سطات، وبتنسيق مع مقاطعة الصخور السوداء، من المنتظر أن تقدم جمعية أنا وطني للثقافة والفن والبيئة والمواطنة، العرض المسرحي الغنائي ملحمة الانتصار، وذلك يوم السبت 26 غشت 2023، على الساعة الثامنة مساء، بمسرح محمد السادس، ومن المقرر أن تنطلق ملحمة الانتصار من تراب عمالة عين السبع – الحي المحمدي، للقيام بجولة بكل قرى ومدن الجهات الـ 12 للمملكة المغربية، وتستهدف هذه الملحمة ساكنة هذه المناطق كبارا وصغارا، إذ ترصد بقالب فني غنائي ملحمي، المشاريع الكبرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بكل جهات المملكة المغربية.
كازابلانكا الآن التقت بالفنان هشام الحلاوي الذي يشخص دور الزمن في الملحمة وكان معه هذا الحوار:
حدثنا عن رسالة الملحمة بحكم أنك ضمن طاقم الممثلين الذين تم اختيارهم لتشخيص فصولها ؟
الرسالة باختصار يمكن استنتاجها من خلال الجمع بين الصورة والأداء المسرحي و اللوحات الراقصة والغنائية الملحمية شكلا، وموضوعا من خلال رصد لأهم المنجزات التي عرفتها جهات المملكة المغربية الـ 12 تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكما هو مبين في العنوان الملحمة، تلقي الضوء مسرحيا وملحميا على انتصار المغاربة ملكا وشعبا على تحديات الزمن، والوصول إلى الازدهار والأمن والسلام والتنمية الشاملة للوطن في جميع المجالات. وبالنسبة لي هذا النوع من الأعمال المسرحية يكرس قيم المواطنة ويحفز الفرد في المجتمع للاعتزاز بالوطن وملك البلاد وبكل المنجزات التي استهدفت تمكين المغرب من التطور والازدهار.
ماهو دورك في الملحمة وكيف ترى أثره داخل أحداثها ؟
أشخص دور الزمن وهي شخصية محورية في الملحمة، بحكم أنها هي من تطرح الأسئلة وتنتقل من موقف لموقف في حوار مسرحي، للمرور إلى لقطات المنجزات الكبرى واللوحات الراقصة والغنائية التي تخص كل جهة، وهذا الدور يتطلب نوعا من الأداء المسرحي، الذي يجمع بين تقنيات التشخيص وأيضا أسلوب الراوي لكن ليس بشكل تقليدي، وفي بداية الملحمة يكون الزمن محملا بكدمات الحروب وخدوش وجروح، تؤكد أنه هارب من أزمات وتوترات، ليصل للمملكة المغربية حيث الأمن والسلام، حسب فكرة هذا العمل المسرحي الملحمي، وهنا لابد من الصدق في الأداء والدقة في الإيماءات والعواطف، لتمرير الرسالة بشكل فني، وبالفعل عملنا تحت قيادة المخرج هشام شكدال على ضبط كل هذه التفاصيل، بحكم أن له طريقة جيدة في إيصال فكره وأسلوبه الإخراجي وله تجربة مهمة في الميدان الفني، انعكست بشكل إيجابي على إدارته وتنسيقه لكل الخطوات والتدريبات، التي قام بها الفريق التقني والفني للملحمة، ولا أخفي عليكم أننا أيضا كممثلين نستفيد من النقاش مع شخصيات فنية وجمعوية ضمن الفريق الخاص بالملحمة، مثل الأستاذ محمد العبودي والأستاذ خالد فولان والملحن خالد المصمودي والمنسق الفني سعد اليامودي الذي يتميز بالاحترافية ورحابة الصدر ويخلق جوا من العمل الجاد بطريقة سلسلة وأيضا لابد أن أشيد بعمل كل المشاركين في الملحمة، بحكم أن الفريق يتميز بحسن التواصل وبالرقي وهو ما انعكس إيجابا على كل مراحل إعداد وإنجاز الملحمة.
في رأيك، ما الغاية من تقديم الملحمات بالنسبة للفنان وما الفرق بينها وبين المسرح الكوميدي مثلا والأفلام والمسلسلات الدرامية التي تختار مواضيع اجتماعية أو رومانسية ؟
كل نوع فرجوي له خصائصه وقواعده، والغاية أصلا من الفن والمسرح هي التعبير عن القضايا الإنسانية والانتصار للحق والقيم النبيلة، ولا يمكن أن أحدد فرقا بين هذه الأنواع الفرجوية بشكل دقيق، لكن عندما يشارك الفنان في ملحمة وطنية يجد نفسه منجذبا لتفاصيلها، لأنها تعالج قضايا خاصة بالوطن وقضايا تمسه كإنسان قبل أن يكون فنان، ودائما ما تكون الملاحم لحظات فنية للاعتزاز بالوطن والتاريخ والهوية والحضارة، وهي أمور تجعلك كممثل معتزا بالإسهام في التذكير بها أو إيصالها للمتلقي حسب النص المكتوب وأسلوب الإخراج والعمل الجماعي…
في المسرح الكوميدي يمكن أن يكون الضحك هدفا أسمى عند البعض وفي الأعمال الدرامية يمكن أن يكون الصراع بين الخير والشر وانتصار الخير هدفا أسمى وفي الأعمال الرومانسية يمكن أن يكون الحب والوصال بين الأحبة هدفا أسمى، وفي الملحمة الهدف الأسمى هو تكريس قيم المواطنة والتذكير بأمجاد الماضي والحاضر، للافتخار والاعتزاز بالوطن وفي ملحمة الانتصار بالنسبة لي الهدف الأسمى هو إيصال رسالة أن الجهات المكونة للملكة المغربية تعيش في سلام وتطور، بفضل إنجازات كبرى في جميع الميادين شهدها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
أنت كفنان يصعب تصنيفك بين الرواد أو الشباب لأنك اشتغلت في أعمال تلفزيونية وسينمائية ومسرحية مع الرواد ومع الشباب كيف ترى العلاقة بين هذين الجيلين فنيا في المغرب ؟
العلاقة بين الجيلين تتميز بالعديد من المواقف هناك من يؤمن بتلاقح وانسجام الأجيال وهناك من لا يؤمن بذلك، لكن لكل زمان جيله كما يُقال، في الملحمة لم أر فرقا بين الجيلين في التعامل أو التفضيل وهذا نتيجة لفكر وأسلوب المشرفين عليها، بداية من مخرجها الأستاذ هشام شكدال وأيضا بحضور فنانين وجمعويين كالأستاذ محمد العبودي والأستاذ خالد فولان والملحن خالد المصمودي وأعضاء الجمعية وعلى رأسها السيدة سهام النجاوي وكل الطاقم الفني والتقني، فالكل يفكر في نجاح الملحمة وليس هناك ما يعكر صفو الفريق، فعندما يكون المشرفون بهذا الرقي، لابد أن تذوب كل الفوارق والأمور السلبية ويعم التفاؤل والنجاح، كنتيجة للعمل الجاد والهادف.. بالنسبة لي ملحمة الانتصار تجربة فنية رائدة في كل تفاصيلها.
حاوره : علي محمد