محمد العزري
لليوم العاشر على التوالي يتواصل حرمان أزيد من 90 أسرة بجماعة أولاد سعيد التابعة لعمالة إقليم سطات من الماء الشروب، ما خلف تداعيات سلبية أرخت بظلالها ولا تزال على الحياة اليومية للساكنة التي تعاني في السنوات الأخيرة من وطأة جفاف كان ضيفا ثقيلا على المنطقة التي جفت آبارها و غابت خضرة أراضيها المعتادة، لتزيدهم ” onep” أعباء أخرى كانوا في غنى عنها .
وبالعودة لتفاصيل هذه الواقعة التي يعيشها ساكنة دواري ” اولاد عربية الزنتوتية” و ” اولاد علال المجابرة ” المتواجدين بالجنوب الشرقي لمركز ” اولاد سعيد، فقد تفاجأ هؤلاء قبل نحو 10 أيام، وبالضبط بتاريخ الخميس 23 نونبر المنصرم، بعمال تابعين للوكالة المستقلة لتوزيع الماء بسطات وهم ينزعون العداد الرئيسي المرتبط بالعدادات الفردية لساكنة الدوارين معا، دون سابق إنذار بالنسبة لهم، وذلك بحكم أن وضعيتهم المالية اتجاه الجمعية المشرفة على تحصيل قيمة الاستهلاك التي تؤشر عليها عدادات منازلهم سوية لا تشوبها شائبة.
معاناة واحدة تتكرر داخل كل بيت على حدة، وحتى تأمين بضع لترات من الماء لأغراضهم اليومية بات يكلفهم الكثير بحكم أن جميع الآبار الجوفية التي عادة ما يستعملها بعض فلاحي المنطقة في سقي فلاحتهم البسيطة، جفت ينابيعها و أصبح لزاما عليهم خوض مسيرة بحث مضني بالدواوير المجاورة او التوجه صوب مركز ” اولاد سعيد” ، لتأمين جزء يسير من احتياجاتهم اتجاه هذه المادة الحيوية، أما ماشيتهم يقول أغلب ممن تحدثنا إلبهم فإنها تموت عطشا و تتحمل إلى جانبهم ذنبا لا دخل لها فيه بأي حال من الأحوال.
و لتقريب الصورة بشكل أوضح و تبيان الأسباب الحقيقة للخطوة التي أقدمت عليها الوكالة المستقلة لتوزيع الماء بسطات ( onep)، توجهنا بسؤال حول الموضوع لرئيس الجمعية الفلاحية و الاجتماعية و الثقافية بدوار “أولاد عربية الزنتوتية” ، المشرفة على ملف بالماء بالدوارين معا، فكان جوابه «أنهم تفاجأوا بدورهم يومه الخميس 23 نونبر 2023، بعمال مؤسسة onep وهم يقومون بنزع العداد الرئيسي الذي يؤمن ربط دواري ” اولاد عربية الزنتوتية ” و ” اولاد علال الجوابرة” بالماء الشروب بدعوى عدم الأداء – علما أن وضعيتهم سليمة فيما يخص ما تضبطه عدادتهم الفردية – و أن هناك فرق شاسع يضيف رئيس الجمعية المذكورة بين ما يسجله العداد الرئيسي و العدادات الفردية المرتبطة بالمنازل تجاوز 150 ألف إلى 180 ألف درهم ».
و تابع ” طارق ” رئيس الجمعية، في تصريحه لميكروفون ” كازابلانكا الآن” أنهم كجمعية مشرفة على تدبير خدمة الماء بالمنطقة لا يتوفرون على الإمكانيات اللوجستيكية و لا التقنية لتحديد ماهية هذا الفرق الكبير الحاصل بين ما تسجله العدادات الفردية و العداد الرئيسي من استهلاك .
و طالب رئيس الجمعية من الوكالة المستقلة بإيفاد لجنة مختصة إلى عين المكان للقيام ببحث ميداني دقيق و تحديد مكامن الخلل القائم ، و قبل ذلك كله إرجاع العداد الرئيسي حتى تستعيد ساكنة الدواربن خدمة الماء الشروب الذي يتواصل حرمانها منه منذ الـ23 نونبر الماضي.
من جانب آخر، أسر مصدر من داخل الجمعية المشرفة على الماء أنه سبق لهم تقديم طلب للمكتب الوطني للماء و الكهرباء ( قطاع الماء) شهر ماي 2023، وذلك للنظر في حجم التراكمات المالية المسجلة على الجمعية منذ عهد مكتب الجمعية السابق قصد الوصول لحل نهائي للموضوع، لكن دون أن يتلقوا أي رد رسمي إلى حدود الساعة وفق تعبير ذات المصدر.
.
حري بالذكر، أن الجمعية المذكورة راسلت بتاريخ 30 نونبر الماضي، كلا من الوكالة المستقلة لتوزيع الماء بسطات و عامل الإقليم بشأن الموضوع المثار.