الجهةالدار البيضاء

حي الصفاء ( جورج سابقا) بالحي الحسني…استثناء في كل شيء بطعم الموت وسط صمت مريب للسلطات !

محمد العزري
تلقت ساكنة مهمة من حي الصفاء ( جورج سابقا) بتراب مقاطعة الحي الحسني بالدارالبيضاء، باستغراب كبير سياسة غض الطرف التي تنهجها السلطات المحلية في التعامل مع ملف الملك العمومي المتطاول عليه و الخروقات المسجلة بوسط الحي، علاوة على التهديدات التي تتربص بهم جراء انتشار كل محفزات انتشار الأمراض و الأوبئة على مستوى ” فضاء المارشي”.

محل للمتلاشيات حول الشارع لمستودع خردة

وقفت الجريدة منذ مدة في جولة ميدانية تزامنا مع قدوم الوالي الجديد ” محمد امهيدية”، عن حجم و هول الكارثة البيئية التي تتوسط هذا الحي القابع بالجنوب الغربي لمنطقة الألفة، قبل أن نعود في زيارة ثانية لرصد إمكانية تدخل الجهات المعنية كل من باب اختصاصه، سواء تعلق الأمر بالسلطات المحلية أو المنتخبة عبر آليات الشرطة الإدارية و مكتب حفظ الصحة ثم مصلحة الشؤون الاقتصادية بتراب مقاطعة الحي الحسني إلا أنه لاشيء من ذلك تحقق.

وحدها مظاهر ” البداوة” و الشقاء تبدو مخيمة على المكان و كأن هذا الحي حُكم عليه منذ ظهوره سنوات الثمانينات بالتهميش و الإقصاء لنية في نفس من تعاقبوا على تدبير شؤون مقاطعة الحي الحسني بسلطتيها الترابية و المنتخبة.

وفي محاولة للبحث بشأن حركية المجتمع المدني بهذا الحي في اتجاه تشريح واقعه و رصد أبرز نقاطه السوداء، اتضح جليا أن هناك العشرات من الشكايات منها من وجدت طريقها نحو السيدة عامل عمالة مقاطعة الحي الحسني و أخرى نحو مكتب رئيس المقاطعة بملحقة الازهر و شكايات أخرى تعود إلى عهد مجالس سابقة توحدت حول موضوعها برفع ” الغبن” و التهميش عن هذا الحي، و القطع مع مظاهر الترييف الجاثمة على ” صدره”، لكن وفق إفادة مصادرنا لا شيء تحقق، خاصة في العهدة الحالية، حيث اتهمت بعض الفعاليات المجتمعية التي رفعت عددا من الشكايات في هذا الشأن ( اتهمت) الجهات المعنية بالتماطل في اتخاذ ما يلزم من إجراءات و عدم الرد على شكايات بعينها لأسباب تظل مجهولة في نظرهم.

مصائب قوم عند الكلاب فوائد

وأمام استمرار الاختلالات و الخروقات التي توثقها عدد من الصور، كان لزاما البحث عن الأسباب الحقيقية التي جعلت ” حي الصفاء ” التابع للملحقة الإدارية الوفاق، يشكل استثناء في عملية تحرير الملك العمومي و حماية محيط الساكنة خاصة و أن مركزه التجاري المثير للجدل يضم محلات تجارية لبيع الخضر و الفواكه و اللحوم البيضاء والحمراء ، ولكم أن تتخيلوا حجم الكارثة عندما تتحول هذه المحلات في غياب للمراقبة إلى مكان مفضل لعيش ” الجردان” و ما قد تساهم في نقله للمستهلك من بكثيريات خطيرة .
هذا المشهد تم ثوتيقه من وسط “مارشي” الحي

وبالعودة للأسباب الحقيقية كنا سبق الذكر التي تقف وراء استمرار مظاهر البؤس و التهميش وسط هذا الحي، يتضح جليا وفق عدد من المهتمين بالشأن المحلي أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد غض للطرف من طرف الجهات المتدخلة كل من باب اختصاصه، و توفير” الحماية” أحيانا من لدن ممن يفترض فيهم أن يعملوا جاهدين على رفع الإقصاء و محاربة الخلل( توفير الحماية) لهؤلاء الباعة الخارجين عن القانون، وهنا وجب الوقوف عند محلات بعينها، من قبيل محل/كوخ للمتلاشيات و”الخردة” يستقبل كل أنواع المعادن و البلاستيك أيا كان مصدرها، ولا يهمه إن كان بعضها مسروقا حتى، إضافة إلى محلات لبيع الأعلاف و اقتناء قطع الخبز اليابس والتي عادة ما تكون المكان المفضل إضافة إلى سابقتها لتعايش و تكاثر الجردان و الصراصير .
جانب مظاهر البؤس وسط الحي

وسط ما يسمى تجاوزا بالمركز التجاري و إن كان أقرب منه إلى ” رحبة” لركن الدواب بالأسواق الأسبوعية القروية ، نجد أنه كلما أخذت الشمس تميل نحو الغروب إلا و تحول الرصيف الذي يتوسط ” المارشي” إلى ” باركينغ” خاص بالعربات المدفوعة التي تعمل طيلة النهار و حتى جزء من الليل في تزويد صاحب المتلاشيات بكمية لا يستهان بها من المواد التي يجهل مصدرها، نفس الأمر بالنسبة للمحلات الخاصة ببيع الأعلاف و التي تستقبل يوميا عشرات العربات المدفوعة مملوءة بأنواع الخبز اليابس قبل أن يتم ركنها وسط الشارع العام الذي شيد على حسابه صاحب المحل / المحلات المذكورة مشروعه الخارج عن القانون، في غياب أي ترخيص من السلطات المنتخبة بشأن ممارسة هذا النشاط و غيره وسط حي سكني .

هي صور تضيف لمسة من ” القبح” و التهميش الجاثمة على صدور ساكنة لا ذنب لهم سوى أنهم اختاروا السكن بهذا الحي الذي بات غالبيتهم يحنون إلى ماضيه الجميل، وهم يتساءلون في الوقت نفسه عن سبب إهمالهم و جعلهم ضحية لمصالح خاصة، أبطالها أشخاص إختلفت نواياهم و مناصبهم. ترى هل ستتحرك آليات الزجر لإرجاع الأمور لسالف عهدها و تنزيل روح القانون دون أدنى حسابات خاصة، بعيدا عن سلطة الهاتف التي سبقت سلطة القانون في أكثر من مناسبة وسط هذا الحي تزامنا مع حملات مناسباتية و انتقائية؟

إشارة لا بد منها: حي الصفاء عمره أربعة عقود، يعني جيل من الشباب بأكمله عاش دون مرافق تحفظ و تصون كرامته، سواء كطفل او كيافع و لا كشاب، اليوم ربما غالبيتهم باتوا آباء لجيل جديد من الأطفال ، بدورهم سيعيشون المعاناة نفسها دون أن يشعروا بوسط يحتضنهم مثلما تحتضن الأم أطفالها .
ولنا عودة لهذا الموضوع قريبا …بحول الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى