تحركات قائد الملحقة 26 بالحي الحسني ضد ” العشوائية” تزعج جهات ألفت التطبيع مع “الفوضى”

محمد العزري
عندما يعتاد المرء التطبيع مع العشوائية و الفوضى، فدائما ما ستجده يسبح عكس التيار، ويحاول جاهد تقويض/ تبخيس كل عمل جاد يروم النهوض بالمنطقة و تنميتها، حتى أنه يصعب عليه التعايش مع منهج الاصلاح و الضرب بيد من حديد على كل ” اعوجاج” لا يساير تطلعات المغرب الجديد.
مناسبة الحديث ما يتعرض له قائد الملحقة الادارية 26 بعمالة مقاطعة الحي الحسني بالدارالبيضاء، من تبخيس لما يقوم به في سبيل القضاء على آخر ” برك” العشوائية بتنسيق مع باشا المنطقة و السيدة العامل.
وكان لتحركات هذا المسؤول الترابي الذي لم يمضي على تواجده بمنطقة الحي الحسني سوى 8 أشهر الأثر الكبير على المنطقة، حيث أبان خلالها عن عمل يستوجب الاشادة به من قبل “الأعداء” قبل الخصوم، حتى بات حديث العام و الخاص بالمنطقة و خارجها، لما تميز به من تطبيق للقانون بحدافره، بل تجاوز ذلك أحيانا للعب دور المنتخبين و تخفيف الضغط عنهم عبر إيجاد حلول لبعض العوائق و الاشكاليات خاصة ما يهم الباعة الجائلين و تنظيمهم.
وبالعودة لبعض المنجزات او بالأحرى تدخلاته التي لاقت استحسانا كبيرا من لدن ساكنة المنطقة ومعهم المهنيين و الحرفيين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أشرف السيد قائد الملحقة الادارية 26 بالحي الحي الحسني منذ قدومه على مجموعة من الاصلاحات على مستوى ” قيسارية ” درب الوداد، همت في جانب منها تحديث تحديث و تأهيل قاعة للصلاة و إصلاح المراحيض علاوة على وضع حد لبعض مظاهر العشوائية داخلها، حيث قام بهدم 8 مساكن/ برايرك عشوائية ظلت قائمة بصفة غير قانونية رغم شكايات عدد من المهنيين و الحرفيين داخل السوق الى أن انهى تواجدها، زيادة على صباغة القيسارية و عدد من مرافقها بتعاون مع الباعة و الحرفيين الذي أبانوا عن حس تعاوني في النهوض بوضعية هذا المرفق التجاري، لما يلبي حاجيات زبنائهم و زوار ” القيسارية”.
إشكالية أخرى ظلت عصية على الحل، وهي تلك المتعلقة باحتلال عدد من المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء لفضاء حديقة ” تافوغالت”، قبل أن يخليها منهم وفق ما يمليه القانون، احتراما لطبيعتها كفضاء خاص بساكنة المنطقة و اطفالهم من الباحثين عن مكان للنزهة.
غير بعيد عن حديقة “تافوغالت” و محيطها، الذي كان يصعب التحرك على مستواه سواء بالنسبة للراجلين او مستعملي الطريق، قبل تحريره في حملات منظمة من طرف قائد الملحقة 26 و اعوانه و رجال القوات المساعدة(غير بعيد عن الحديقة) قام ممثل السلطة المحلية بالمنطقة بتحرير و إخلاء جنبات الدائرة الأمنية 15 التي كان قد تحول محيطها إلى سوق مفتوح على كل أنواع البيع و الشراء ( خضر، فواكه…)، علاوة على حملاته المتكررة ضد اصحاب العربات الثلاثية العجلات و العربات المجرورة بالدواب على مستوى زنقة سيدي الخدير، كان آخرها حجز عدد منها و اتخاذ المتعين في حق أصحابها.
3) تحرير الملك العمومي :
—فرض البيع الى غاية 18:00 يوميا مما يسهل عملية المرور ويحمي التلاميذ…
سوق العرج بدوره كان له النصيب الأوفر من تدخلات / حملات السيد القائد الذي وضع حدا لكل أنواع التسبب و حاول جاهدا تنظيم المهنيين داخله، حيث اشرف على تزيين مداخله و القيام بتنسيق مع التجار و المهنيين بعدد من الاصلاحات ، إضافة إلى منع ركن العربات داخل السوق و إزالة بعض البراريك العشوائية ومنع بيع و ترويج قطع الدجاج الموجه لإعداد ” الشوارما” حفاظا على صحة المستهلك في ظل غياب الظروف الصحية اللازمة.
هي معطيات وأخرى لا يسع المجال لحصرها، ولكن سنحاول قدر الامكان تسليط الضوء على جزء منها، لتوضيح الأمور لدى من يضع نظارات سود او حتى من يتعمد تبخيس عمل رجال السلطة أيا كانوا، فقط لأنهم قاموا بتنزيل القانون وفق ما يمليه عليهم ضميرهم المعني بتنسيق طبعا مع مسؤوليهم المباشرين و عامل المنطقة.
مثلا، فقد ظلت ظاهرة الاستفادة العشوائية من الكهرباء على مستوى سوق التعاون تثير مخاوف عدد من المهتمين مخافة تكرار ما حصل قبل سنوات بسوق ” السعادة” عقب اندلاع النيران به و التي خلفت ساعتها حرق و تدمير عدد كبير من المحلات، إلى أن تدخل القائد الذي بات مستهدفا من لدن جهة/ جهات معينة فقط لأنه يقوم بعمله وفق المطلوب و تماشيا مع توجه السيدة العامل التي طالما شددت على مجابهة/ محاربة كل أنواع العشوائية اينما وجدت، ( إلى أن تدخل) و منع الاستفادة من الرقط العشوائي بالتيار الكهربائي، مشجعا في الوقت نفسه التجار على ضرورة الانصهار في إطار جمعية وهو ما حصل.
وكانت أبهى/ ارقى خطوة قام بها قائد الملحقة 26 بالحي الحسني السبد ” …..” و التي تجاوبت معها ساكنة المنطقة هي تلك المتعلقة بخلق سوق جديد للسمك بتنسيق مع المصالح المعنية، عبر استغلال مساحة ظلت مرتعا/ مكبّا للنفايات الهامدة، قبل تأهيلها و تزيينها لتحتوي عددا مهما من باعة السمك كانوا يشكلون نقطة سوداء بالنظر لما كانوا يخلفونه من بقايا السمك و ما جاوره على مستوى درب ” شادية”، هذا بالاضافة إلى حصول تغير ملموس في طريقة عرض السمك و الجودة التي بات يقدم بها خلافا للسابق.
دائما في نفس السياق، عمل” زكرياء الشريفي” على منع مخازن السمك العشوائية التي لا تحترم الضوابط القانونية ولا البرتوطوكول الصحي المعمول به في هذا الشأن، على مستوى سوق ” صورصا” المحاذي لشارع ” امحمد بوستة”، مع منع البناء العشوائي داخله و بجنباته.
بدوره مشتل طريق ” ازمور” الذي ظل لسنوات يشتغل خارج القانون، لم يسلم من آليات السلطات المحلية التي كانت بقيادة قائد الملحقة 26 تقوم بطبيعة الحال بعملها الطبيعي، وهو ما خلق مساحة خالية تم استغلالها في توسيع الحديقة المجاورة، ما أضاف جمالية خاصة للدور المجاورة له.
هي تدخلات و أخرى، ظلت دائما في إطار ما يسمح به القانون تنفذ دون انتقائية، وكان الهدف منها يتماشى مع ما تسعى إليه السلطات الترابية على مستوى المدينة برئاسة والي الجهة الذي بدوره منذ قدومه و العاصمة الاقتصادية للمملكة تسير بالسرعة التي طالما كانت تنشدها الساكنة، رغم ما يتركه هذا التحرك من اثر سلبي في نفوس من ألفوا التطبيع مع العشوائية و اعتادوا الصيد في المياه العكرة خدمة لأجندات خاصة، وهو ما سعى لمحاربته هذا القائد الشاب.