الجهةالدار البيضاء

“التحالف الثلاثي يدعم مرشحاً مشتركاً لمنصب النائب السادس في الحي الحسني: توافق أم تحكم في القرار؟”

محمد العزري
كما كان منتظرا، ودون مفاجئة تذكر، كشف البيان المشترك الصادر عن أحزاب التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال عن توافق في اتجاه دعم مرشح مشترك لانتخابات النائب السادس لرئيس مجلس مقاطعة الحي الحسني.

وتتجه الأنظار صباح الخميس المقبل صوب مقر الخزانة الجماعية للحي الحسني، والتي ستحتضن أشغال دورة استثنائية بنقطة فريدة تهم انتخاب النائب السادس بمجلس مقاطعة الحي الحسني، وهو الكرسي الذي ظل شاغرا منذ شهر غشت الماضي بعد انتخاب النائب الأول بالمقاطعة رئيسا لمجلس عمالة الدارالبيضاء.

من خلال قراءة نص البيان، يظهر حرص الأحزاب الموقعة على احترام بنود ميثاق التحالف الثلاثي الذي يجمعها، والذي يبدو أنه يهدف إلى ضمان الاستقرار والتماسك داخل الأغلبية المسيرة للمقاطعة، على الأقل وفق الأسلوب الذي صيغ به ذات البيان.

ويحتوي نص البيان بين طياته دعوة واضحة لأعضاء مجلس المقاطعة المشكلين للأغلبية المسيرة بالمجلس، إلى ضرورة التصويت لصالح المرشح المدعوم من طرف التحالف، والذي تشير المعطيات المتاحة إلى أنه لا يخرج على “صلاح الدين الشنكيطي”، الذي يحظى بدعم القيادة الجهوية لحزب ” البام”، إذا ما علمنا أ هذا الأخير ( البام) هو الاحق بالنيابة استنادا لمضمون البيان المشترك .

أسئلة وأخرى تطرح نفسها بإلحاح عقب صدور نص البيان المذكور، حول مدى احترامه لرغبات وتوجهات الأعضاء داخل الأغلبية المسيرة، وما إن كان أعضاء الأحزاب المشكلة للتحالف داخل مجلس مقاطعة الحي الحسني سيرضخون لما نص عليه بيان القيادات الجهوية الثلاث.

فبينما يُفترض أن التحالف الثلاثي يعزز الديمقراطية الداخلية ويتيح الفرصة أمام تحقيق نوع من التوازن و التماسك، فإن إملاء مرشح معين قد يُفسر على أنه محاولة للتحكم في توجهات الأعضاء وفرض خيارات محددة، قد يكون لها انعكاس له ما بعده في قادم الأيام و الشهور.

في هذا السياق، يبقى السؤال المطروح: هل هذا البيان هو تعبير عن توافق سياسي حقيقي يلتزم بروح التحالف الثلاثي، أم أنه يعكس نوعاً من السيطرة على القرار الداخلي للمقاطعة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى