محمد العزري
شهدت منطقة الرحمة بالدار البيضاء صباح الجمعة 17 يناير حادثًا مأساويًا أودى بحياة عامل بناء، بعد انهيار جزء من قارعة الطريق (طيوار) داخل ورش لإنشاء عمارة سكنية.
وحسب المعطيات المتوفرة، فقد غُمر العامل تحت عشرات الأطنان من الأتربة والحجارة أثناء قيامه بمهامه داخل قبو يتم تجهيزه لبناء العمارة. الانهيار وقع نتيجة عملية حفر لم تُراعَ فيها معايير الأمان المطلوبة، مما أثار استياءً واسعًا وسط زملاء الضحية وسكان المنطقة.
ويُثير هذا الحادث تساؤلات جدية حول مدى احترام معايير السلامة في مواقع البناء بالمنطقة، حيث يشير العديد من المتابعين إلى غياب الرقابة على الأوراش وعدم التزام أصحاب المشاريع والمقاولين بشروط حماية العمال. فرغم الجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية، إلا أن أرواح العاملين لا تزال تُعرض للخطر بسبب الإهمال وسوء التخطيط.
وقد استنفر الحادث السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية، حيث تم انتشال جثة العامل بعد ساعات من الجهود المتواصلة. فيما باشرت الجهات المختصة التحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحادث، وتحديد المسؤوليات القانونية المترتبة عليه.
إن مثل هذه الحوادث تسلط الضوء على الظروف القاسية التي يعمل فيها العديد من عمال البناء بالمغرب، خاصة في المشاريع الكبرى. ويُطالب المجتمع المدني بتشديد الرقابة على أوراش البناء وفرض عقوبات صارمة على المخالفين لضمان توفير بيئة عمل آمنة تحفظ أرواح العاملين وتُقلل من المخاطر.
يبقى هذا الحادث تذكيرًا مأساويًا بضرورة إعطاء الأولوية لسلامة الإنسان في كل مشاريع التنمية، حتى لا تتحول مواقع البناء إلى ساحات للمآسي.