ألفُ مبروكٍ لرجاءِ “هالا”… فُزتُم أخيرًا!
بقلم: محمد العزري
لم يكن الخروجُ المُخيِّبُ لفريقِ الرَّجاء الرياضي من دورِ المجموعاتِ لمسابقةِ دوري أبطالِ إفريقيا مجردَ عثرةٍ عابرةٍ، بل هو نتيجةٌ منطقيةٌ لسياسةٍ عبثيةٍ تبنَّاها المكتبُ المُسيرُ برئاسةِ السيدِ “هالا”. رئيسٌ جاء محمولًا على آمالِ الجماهيرِ المتعطِّشةِ للإنجازات، لكنه سرعانَ ما كشفَ عن عجزِه وفشلِ مخططاتِه.
وُعِدت الجماهيرُ بأحلامٍ كبيرةٍ، بتغييرٍ شاملٍ ونهضةٍ تُعيدُ للفريقِ هيبتَهُ القاريةَ، لكنَّ الواقعَ كشفَ أنَّ الوعودَ كانت فارغةً، وأن المشروعَ ليس سوى وهمٍ تمَّ الترويجُ لهُ ببراعة. فريقٌ بلا روحٍ، بلا هويةٍ، وبلا تكتيكٍ واضحٍ. لاعبو الرجاءِ ظهروا في المباراةِ الأخيرةِ وكأنهم انتهوا للتَّوِّ من ماراثونٍ مرهِقٍ، بلا لياقةٍ بدنيةٍ، ولا استحقاقٍ لشعارِ النادي الذي حمله عظماءُ الكرةِ المغربيةِ.
في مواجهةٍ مصيريةٍ، كان لزامًا على الفريقِ الفوزُ بثلاثةِ أهدافٍ على الأقلِّ، لكنه اكتفى بهدفٍ يتيمٍ لا يُسمنُ ولا يُغني من جوعٍ. تضييعُ الفُرصِ بعشوائيةٍ، دفاعٌ متفككٌ، ووسطُ ميدانٍ غائبٌ باستثناءِ بوكرينَ الذي حاولَ وحيدًا حملَ الفريقِ في ظلِّ تخاذلِ الآخرين. هذه الصورةُ المُحبطةُ تختزلُ حالةَ الرجاءِ تحت قيادةِ مكتبٍ مسيرٍ لم يكن على قدرِ التحدياتِ.
لا يمكنُ لأيِّ إدارةٍ أن تدَّعي النجاحَ وهي تُخرِج جماهيرَ النادي بخيبةِ أملٍ، في الوقتِ الذي كانوا ينتظرونَ فيه إحياءَ أمجادِ الرجاءِ القاريةِ. اليوم، على المكتبِ المُسيرِ، وعلى رأسِهِ السيدِ “هالا”، أن يتحلَّى بالشجاعةِ الأدبيةِ وأن يُغادرَ من البابِ الذي دخل منه. الجماهيرُ التي فتحته أمامه يومًا، لن تُسامحهُ على بيعِ الوهمِ، ولن تقبلَ بمواصلةِ هذا الانحدارِ.
الرَّجاءُ الرياضيُّ ليسَ مجردَ فريقِ كرةِ قدمٍ، بل رمزٌ لجماهيرَ تعيشُ على نبضِه. ومن العارِ أن يُتركَ هذا الكيانُ العريقُ تحتَ رحمةِ إدارةٍ عاجزةٍ. إذا كانَ السيدُ “هالا” ومن معه قد فشلوا في تحقيقِ وعودِهم، فإن أقلَّ ما يُمكنهم فعلُهُ هو تركُ المجالِ لقيادةٍ جديدةٍ قادرةٍ على إعادةِ بناءِ الفريقِ وإحياءِ روحِهِ.
الجماهيرُ لن تسكتَ، ولن تقبلَ بأن تُباعَ لها الأوهامُ مرةً أخرى. الرجاءُ يستحقُّ أفضلَ من هذا، وجماهيرُهُ تستحقُّ فريقًا يُقاتلُ من أجلِ الشعارِ، لا فريقًا يموتُ ببطءٍ على يدِ إدارةٍ لا ترى أبعدَ من مصالحِها.