توفيق لمليلي موهبة فنية تشق طريقها بنجاح في عالم التشكيل
كازابلانكا الآن
لا تزال ريشة الفنان التشكيلي توفيق لمليلي تنبض بالحياة، مستمرة في رسم لوحات تحمل في طياتها قراءات متعددة ودلالات تعكس عوالم متشابكة بين التشخيص والتجريد. هذا الفنان، الذي ينتمي إلى مدرسة التجريد المعاصر، استطاع أن يخلق أسلوبًا فريدًا يمزج بين الألوان والرموز بطريقة تجذب المتلقي إلى أعماق الإبداع البصري، حيث تتجلى تجلياته في ما يقارب مئة لوحة تعكس رؤيته الخاصة للحياة والواقع.
يقضي لمليلي ساعات طويلة داخل ورشته، حيث تتجسد الحياة في ضربات فرشاته التي تحمل طابعًا ساحرًا وجذابًا، مستلهمًا من الموروث الإنساني مشاهد يعيد صياغتها بأسلوب فني متميز. أعماله لا تقتصر على الشكل الجمالي فحسب، بل تحمل في عمقها تأملات فلسفية تحاكي تناقضات الواقع وتعبر عن قضايا إنسانية واجتماعية بأسلوب مجرد لكنه مفعم بالإيحاءات والتفاصيل.
ورغم نظرة المعارض، إلا أن لوحاته استطاعت أن تفرض نفسها في المشهد الفني المغربي، حيث لقيت إعجاب عشاق التشكيل ومحبي التجريد. فالفن التشكيلي في المغرب لا يزال يشكل رافعة أساسية للموروث الثقافي العريق، رغم التحديات التي تواجهه من حيث قلة المعارض وضعف الاهتمام الإعلامي، غير أن وجود فنانين مثل توفيق لمليلي يضمن استمرار هذا الفن ويؤكد مكانته كجسر يصل بين التراث والحداثة، بين الواقع والخيال.