المجتمع

انهيار منزل بالمدينة القديمة بالدار البيضاء يثير الجدل ويدفع منتخبين للمطالبة بالتحقيق في برنامج التأهيل


في حادث مأساوي جديد، انهار مساء أمس منزل كائن بزنقة جامع الشلوح في المدينة القديمة بالدار البيضاء، مخلفًا ثلاث إصابات، بعضها في حالة خطيرة، تزامنًا مع لحظة الإفطار. هذا الحادث أعاد إلى الواجهة الجدل حول برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة، والذي استنزف ميزانيات ضخمة دون أن يحقق الأثر المنتظر، وفقًا لعدد من المنتخبين المحليين.

وفي هذا الصدد، طالب موسى سراج الدين، عضو مجلس مقاطعة سيدي بليوط، المفتشية العامة لوزارة الداخلية بفتح تحقيق معمق في مدى نجاعة هذا البرنامج، منتقدًا ما وصفه بـ”هدر الأموال دون نتائج ملموسة”. وأضاف أن “استمرار عمليات الهدم لبعض البنايات لا يبدو سوى محاولة لإخفاء معالم الإخفاقات السابقة”.

من جانبه، أرجع سعيد السبيطي، عضو مجلس المقاطعة، مسؤولية انهيار المنزل إلى “تقصير رئيسة المجلس في التعامل مع ملف البنايات الآيلة للسقوط”، مشيرًا إلى أن “المنزل المنهار كان قد صدر بحقه أمر بالهدم الجزئي، بينما توجد منازل مجاورة له بأوامر هدم كلي، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام”.

وأضاف السبيطي أن “هذا التضارب في قرارات الهدم يثير الشكوك حول وجود اختلالات في تدبير هذا الملف، مما يستدعي فتح تحقيق عاجل للوقوف على الحقيقة وحماية أرواح السكان”.

ويُعيد هذا الحادث إلى الواجهة الإشكال الكبير الذي تعاني منه أحياء المدينة القديمة، حيث تظل العديد من المباني مهددة بالسقوط، رغم البرامج التي وُضعت لترميمها وإعادة تأهيلها. ومع توالي هذه الحوادث، يتزايد الضغط على الجهات المسؤولة لاتخاذ إجراءات حقيقية تضمن سلامة الساكنة وتحفظ الطابع التاريخي لهذه المنطقة العريقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى