“عرس ليلى تدبيرو عام” معالجة اجتماعية عبر الكوميديا.

عادل نعيم
تتعرض البرمجة التلفزيونية الرمضانية للانتقادات بسبب تكرار المواضيع والوجوه، إلا أن سلسلة “عرس ليلى تدبيرو عام” التي تعرض على القناة الأولى، قدمت طرحا مختلفا يجمع بين الكوميديا وكشف الواقع الاجتماعي، حيث تناولت السلسلة موضوع الخطوبة بشكل غير تقليدي، من خلال قصة تمتد فيها فترة الخطوبة لعام كامل، حيث تحاول الشابة “ليلى” اختبار مدى إمكانية التفاهم مع خطيبها “قيس” قبل اتخاذ قرار الزواج. هذا الطرح يعكس واقعا يعيشه الكثير من الشباب المغاربة الذين يواجهون ضغوطات اتخاذ قرار الزواج.
تتمحور السلسلة حول استباق تحديات الحياة الزوجية من خلال اختبار الشابة لخطيبها، لمعرفة مدى انسجامه مع طبيعة عملها ونمط حياتها، بالإضافة إلى متطلبات العرس والزواج. هذا العنصر الأساسي في القصة أسهم في بناء كوميديا هادفة، تجمع بين الضحك والرسائل الاجتماعية التي تهم الشباب المقبل على الزواج.
حضيت السلسلة بتفاعل مهم من متابعي القناة الأولى، بفضل تقديمها لموضوع بمعالجة فنية ترتبط بالواقع المعاش.
رغم الانتقادات التي تطال معظم الإنتاجات الرمضانية، فإن سلسلة”عرس ليلى تدبيرو عام” نجحت في كسر النمطية عبر تقديم قصة بسيطة، لكنها عميقة في رسائلها، وهو ما يفسر التفاعل الكبير معها.
“سلسلة عرس ليلى تدبيرو عام” من تأليف محمد رشيد الوافي ومحمد بوسالم، وإخراج حميد زيان، وفي تنفيذ الإنتاج عبد الرحيم مجد، وقد شارك في تمثيل أدوارها مجموعة من الممثلين المتميزين مثل ربيع الصقلي، وفاطمة الزهراء قنبوع، وفاطمة وشاي، وفتيحة وتيلي، وعبد الحق بلمجاهد، وعبد الرحيم الغزواني، والكوميدي صويلح، وفرح كورديو، وغيرهم. كما قام الفنان حاتم إيدار بتأليف الموسيقى و أداء أغنية الجينيريك.
يبدو أن “عرس ليلى تدبيرو عام” قد نجحت في تقديم محتوى ترفيهي يحمل رسائل اجتماعية تخاطب وجدان المشاهدين، مما يعكس توجه القناة الأولى نحو إنتاج أعمال أكثر ارتباطا بالواقع، وهو الأسلوب الكفيل بجذب المشاهدين لمتابعة الأعمال التلفزيونية الدرامية والكوميدية.