كازابلانكا الآن
تشهد كواليس حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة الدار البيضاء حركية غير مسبوقة استعداداً للاستحقاقات التشريعية المقبلة، وسط نقاشات داخلية حول تجديد دماء المرشحين، خاصة على مستوى بعض الدوائر التي لطالما اعتُبرت “محسومة” لحساب وجوه مخضرمة داخل الحزب.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر متطابقة لجريدة “كازابلانكا الآن” أن قيادة الحزب باتت تدرس بشكل جدي إعادة النظر في تمثيلية الحزب بدائرة عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، والتي يمثلها حالياً النائب البرلماني أحمد بريجة، الذي قضى أربع ولايات متتالية تحت قبة البرلمان، ويشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء.
ورغم الحضور السياسي لبريجة لسنوات طويلة، إلا أن أصواتاً داخل الحزب وخارجه بدأت تشكك في قدرته على مواصلة الترافع الفعّال باسم ساكنة سيدي مومن، خاصة في ظل تعثر عدد من الأوراش التنموية، وتنامي الإحساس لدى الساكنة بتراجع التفاعل مع قضاياهم الحيوية، وهو ما يُضعف من رصيد “البام” في المنطقة، وفق عدد من المتتبعين.
بالمقابل، يبرز اسم سعيد صابري، رئيس مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي، كأحد الأسماء المرشحة بقوة لتعويض النائب الحالي، مدعوماً بسجل منجزات ملموسة على مستوى تدبير المقاطعة خلال الولاية الحالية. فقد بصم صابري على مشاريع همّت تأهيل البنية التحتية، توسعة المناطق الخضراء، إحداث ملاعب القرب، إلى جانب جلب استثمارات ودعم مالي مهم من مؤسسات الشراكة، أبرزها مجلس المدينة، مجلس العمالة، ومجلس الجهة.
ووفق ذات المصادر، فإن السيرة التدبيرية لرئيس المقاطعة الحالي، وتواصله القريب من المواطنين، جعلاه يحظى بدعم صامت داخل الحزب، وسط دعوات لإعطاء الفرصة لوجوه جديدة قادرة على ضخ دينامية سياسية جديدة في الدائرة، وكسب ثقة الساكنة التي تتوق لتمثيلية تعكس واقعها وانتظاراتها التنموية.
وتبقى الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن ملامح التغيير داخل البيت الداخلي لحزب “الجرار” على مستوى العاصمة الاقتصادية، حيث يبدو أن حسابات التموقع والاستحقاق بدأت تعيد ترتيب المشهد، وخصوصاً في دائرة تُعد من أكثر الدوائر تنافسية وحساسية.