المجتمع

حصريا : حريق سوق “ولد مينة”، هذا ما حدث بالضبط

اليوم الأحد 24 مارس 2019، على الساعة الواحدة وخمسين دقيقة مع إقامة صلاة الظهر، المكان شارع ابن سينا على مستوى 《سوق ولد مينة》، انطلقت أول شرارة النار التي أتت على عشرات المحلات التجارية كان معظمهم يتاجر في الأثاث المستعمل والنجارة المصاحبة للعمليات التجارية، بدأت بمحلين المجاورين للمسجد وبعدها علا دخانه في كافة أرجاء عمالة مقاطعة الحي الحسني، وكل من هو خارج من المساجد في يوم العطلة تحول نحو 《سوق ولد مينة》تلقينا عشرات المكالمات في 《كازابلانكا الآن》 تطلب النجدة وتطالب بسرعة تدخل رجال المطافئ.


الساعة الثالثة والربع بعد الزوال : وصول أول شاحنة لرجال المطافئ أي بعد ساعة وعشرين دقيقة، من اندلاع الحريق، وساعة من البث المباشر عبر صفحة《كازابلانكا الآن》.
الشاحنة الثانية أتت وحاولت محاصرة الحريق لكن لا وجود للمياه، غير التي توجد بالصهريج، داخل سوق يبيع المتلاشيات أساسا لا توجد نافورة الإطفاء للمساعدة في مثل هاته الكوارث.


ظلت عمليات البحث عن الماء لإطفاء الحريق وتزويد شاحنات الوقاية المدنية بما ينهي الكارثة مستمرة للدقائق ظهرت وكأنها أيام على من يحترق قلبه على محله الذي سيصبح رماد، وعلى بعد أكثر من 300 متر وداخل الأزقة عثر على واحدة بدرب الأمل، كانت هي الأمل في محاصرة النار التي وجدت على ما تقتات عليه من أثاث وخشب ومواد حارقة. حتى ظهر مدخل السوق المحترق ككرة لهب واحدة.


على الساعة الرابعة ظهور المسؤولين : كان أول الملتحقين هم رجال الأمن في شخص رئيس المنطقة عبد الخالق لهراوي، ونائب والي أمن الدار البيضاء البحري، وحتى لا نجحف حق المنتخبين فعضو مجلس مقاطعة الحي الحسني مصطفى منصور عن التقدم والاشتراكية كان حاضرا قبل حتى رجال الوقاية وهو المحسوب على المعارضة، فيما كان ظهور عامل عمالة مقاطعة الحي الحسني  خديجة الشويخ والكاتب العام للعمالة والبرلماني عن البام عبد القادر بودراع في نفس التوقيت، ظلت العامل تتحدث مع الجميع تجار والوقاية المدنية والمواطنين رابضت في موقع الحدث لمدة ساعتين حتى إطمئنت على أن الحريق قد خمد بنسبة كبيرة وتحت سيطر رجال الإطفاء أمرت الجميع بأن لا يبقى هناك أي أثر لهذا الحريق، عدم وجود منتخبي العدالة والتنمية أو أي شخص ينوب على رئيس المقاطعة الذي حسب مصادرنا خارج أرض الوطن جعلهم في مرمى النيران، وحسب مصدر آخر فإن أغلبهم لا يريد أن يصبح في موقف محرج في مواجهة التجار الذي أصبحت محلاتهم رماد.


أسباب الحريق : لحد الآن الأسباب لا تزال مجهولة وفي انتظار التحقيق في ذلك، فبينما من يقول أنه تماس كهربائي، واخرين تحدثوا عن بقايا شواية سردين رموا بجمرهها الذي باغثهم لتصبح نار أكلت كل شيء، وبين من يقول أنه جمر شيشة داخل أحد المحلات، تحول إلى قنبلة حارقة للأرزاق.


الخسائر : الظاهر هو أن عشرات المحلات احترقت عن آخرها، أما العدد الحقيقي فليس هناك إحصاء رسمي بذلك خصوصا مع الفوضى التي يعيشها السوق فهناك من المحلات الذي له أكثر من باب والعنوان واحد، ومع منع السلطات لرجال الإعلام بالدخول إلى داخل السوق المحترق، وحسب معرفتنا بهندسة السوق فالأرقام تفوق 30 محل.


نقاط ضوء وظلام : لم يتمكن رجال الوقاية المدنية من إطفاء النيران إلا بمساعدة أبناء الحي الحسني الذين غامروا لفتح الممرات داخل النار الملتهبة حتى حاصروها، كما أنهم هم أول من هب لإنقاذ أرزاق الناس وإجلاء السيارات، التي كانت ترابض بجانب السوق مع بداية الحريق وذلك بسواعدهم كما هو واضح في النقل المباشر على صفحة 《كازابلانكا الآن》.
كما تم القبض على أربعة أشخاص من قبل رجال الأمن حاولوا سرقة ونهب الممتلكات أثناء الحريق، وذلك في نقطة مظلمة أخرى لحادثة ستبقى عالقة في الأذهان لسنين.


أشياء يجب أن تقال : الوقاية المدنية ليست فقط تدخل سريع، بل أيضا تدخل فعال وناجع، فكيف يعقل أن تبقى أسواقنا بصناعات وتجارات تحتاج إلى الحد الأدنى من أدوات الوقاية؟، ما دور إدارة المطافئ وغرقة التجارة إذا لم تقم بمثل هاته الأوليات وحث التجار عليها، وإقامة نقاط إطفاء تلائم النشاط، والحال نفسه على بقية الأسواق التي تمارس أنشطة يجب أن تمارس داخل أحياء صناعية وليس أسواق تجارية.


المنتخبين : نصيحة لهم لا تدخل السياسة من أصلها إذا كنت عاجزا عن المواجهة، إذا لم تستطع إبداع حلول، إذا لم تقف في الصف الأول خلال النوائب، لا تدخل السياسة إذا كنت تنتظر الإشارات للقيام بما أنت منتخب لأجله، لا تقف كصخرة جامدة تنتظر أدوات الطبيعة لتتحرك. دورك هو أن تكون بجانب المواطن في أحزانه قبل أفراحه، أن تكون سريع البديهة جسور  شجاع، ذو الصدر الكبير، اليوم لكل من غاب دون حجة سليمة فما عليه سوى أن يراجع حسابه ليس مع انتخبوه فقط بل مع السياسة ككل هل هو فاعل سياسي أو مفعول به أو فقط مضاف إلى المضاف إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى