الرأي

عمالة مقاطعة الفوضى الحلقة 3 《ليساسفة السكن الغير الكريم》

كل من يعرف ليساسفة البوابة الجنوبية للعاصمة الاقتصادية، تلك البوابة المقهورة والتي تعتبر ساكنتها من أكثر سكان الدار البيضاء هشاشة، فلا شيء بذلك التجمع العمراني الغريب الذي لا يوحي بأي شيء ملزم بأن يكون تابعا لمنطقة حضرية وهذا بالخصوص في ما تعرفه تأحياء ليساسفة، والسبب هو عيب خلقي منذ نشأة الحي في الثمانينات، حيث قامت السلطات بمنح شواهد للإستفادة من السكن ووضع أزقة تضيق بنفسها قبل ساكنيها وبنايات كانت من المنتظر ألا تزيد على طابق أرضي +1، قبل أن يتحول إلى الحي الأكبر بالدار البيضاء في البناء العشوائي الأفقي حيث بلغت بعض بناياته R+5 وذلك ما كان يتفرخ بفعل فساد رجال السلطة وتهاون لأجل الأصوات الانتخابية وكل هذا بشهادة الإستفادة، التي جعلت من ليساسفة حي للبؤساء ومنتج حقيقي للهشاشة، بالمباني العشوائية في الغالب ليس لها أي طابع هندسي، واستعمل لتفريخ المكترين القادمين من البوادي أيام الجفاف، نحو البوابة الجنوبية للعاصمة الاقتصادية والذين غالبا ما كانوا يجدون ضالتهم في في مصانع الحي الصناعي بليساسفة، والتي بدورها كانت تستنزف العمالة الرخيصة التي تبحث عن ما يطفئ ظمأ العيش لقروي عارف من الجفاف نحو الغول البيضاوي، وهنا لابد من أن فتح قوس (مصنع سويفيل) المصنع الذي تحول لمجمع سكني ولا سلطة تحركت لشرح قانونية هذا المصنع البشري).
بعودة إلى ليساسفة الهشاشة المبنية على شهادة الاستفادة من البؤس فساكنة هذا الحي لا يتمنون في حياتهم أكثر من حصولهم على 《رخصة السكن》Permis d’habitués الذي يخول لمن عاشوا بليساسفة الرفع من قيمة عقاراتهم ومحاولة إنقاذ ما أمكن من الانفلات العمراني الذي هو السبب الرئيسي في كل ما عاشته ولازالت تعيشه ليساسفة التي أصبحت منذ التقسيم الجديد ملحقة أيضا بمقاطعة الحي الحسني التي تعتبر عمالة مقاطعة الفوضى.
هذا دون الحديث على المستوصف المغلق منذ سنين ولا الدائرة الأمنية البعيدة عن التجمعات السكانية، ولا عن السوق العشوائي المحاصر بليساسفة 2 و3 أو محطات الطاكسيات الشريان الاقتصادي الغير مستفاد منه ولا الحديث عن المقاتلات الرابضة فوق أرض الغابة ولا حروب القلوشة ومعاناة سكان القصبة بوشعيب الوطني….
حتى تنتهي الفوضى على المسؤولين أن ينزلو من على كراسيهم حتى يعاينوا الواقع كما هو وسؤال الناس عن حالهم واتخاذ القرارات الرسمية وليس السلطوية كما حدث اليوم مع أصحاب العربات المجرورة بحي النسيم، الأمر الذي كان سيكون له عواقب وخيمة لولا الألطاف الإلهية، النسيم الذي سيكون موضوع الحلقة المقبلة من عمالة مقاطعة الفوضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى